الجزائر: مذبحة للإرهاب في صفوف متقدمين للالتحاق بالدرك

هجوم انتحاري يخلف 43 قتيلا و45 جريحا ووزير الداخلية يتوعد بمواجهة الإرهابيين باللغة التي يعرفونها

عناصر من الأمن يفحصون موقع التفجير الانتحاري في مدينة يسر أمس (ا.ف.ب)
TT

فجر انتحاري نفسه في طابور شبان كانوا يستعدون لدخول مدرسة عسكرية بهدف الالتحاق بقوات الدرك في الجزائر، أمس، مما خلف 43 قتيلاً و45 جريحاً. وبفعل هذا الاعتداء، الأعنف منذ ثمانية أشهر، تحول مبنى المدرسة المركزية للدرك في مدينة يسر (65 كلم شرق العاصمة)، والمساكن والمحلات المجاورة، إلى كومة من التراب والأحجار.

وتضاربت الروايات بخصوص العملية التفجيرية، فبينما ذكر وزير الداخلية، يزيد زرهوني، والسلطات المحلية أن المكان شهد اعتداء واحدا وبواسطة سيارة مفخخة، قال شهود عاشوا الحادثة المروعة إن الأمر يتعلق بانفجارين. وقال شخص يقطن قرب مدرسة الدرك لـ«الشرق الأوسط» في عين المكان: «لا تستمع لأية قصة أخرى، فقد كنت شاهداً على ما وقع في اللحظة التي اهتزت فيها المدينة، فهناك انفجاران، أحدهما بواسطة حزام ناسف فجره شخص عندما كان وسط الأشخاص الذين كانوا ينتظرون دورهم للالتحاق بالمسابقة، أما الثاني فقد وقع تزامنا مع الأول وكان بواسطة سيارة مفخخة».

وأبدى وزير الداخلية، إثر تنقله الى مكان التفجير، عزم السلطات على مواصلة القبضة الحديدية التي تعتمدها مع الجماعات الإسلامية المسلحة. وسألته «الشرق الأوسط» حول مغزى التصعيد الأمني الأخير، فقال: «يحاول الإرهابيون ترك الانطباع بأنهم يحافظون على تماسكهم، فهم يعرفون مشاكل داخلية». وأضاف: «هناك عصابة من الإرهابيين دخلوا في طريق مسدود، فلو كانت لديهم رؤية سياسية واضحة لما استهدفوا المدنيين». وقال وزير الداخلية «منذ أن انسحب الدرك وجد الإرهابيون ضالتهم. ليس هناك خيار آخر مع هؤلاء المجرمين إلا مواجهتهم باللغة التي يفهمونها.