أميركا تفقد سيطرتها كنقطة مركزية لحركة الإنترنت في العالم

اتجاه لإنشاء طرق بديلة بسبب المنافسة والمخاوف من جمع المعلومات الاستخبارية

TT

خلال العقود الثلاثة الأولى لتطبيق خدمة الانترنت، كان معظم تبادل البيانات باستخدام الشبكة العنكبوتية يتم من خلال الاراضي الأميركية، واغلب الأحيان، عندما كان يتم تداول البيانات بين موقعين داخل أحد الأقطار كان يحدث مرورا بالولايات المتحدة. لكن اليوم ميزان القوة بدأ يتغير بسبب المنافسة والخوف من جمع معلومات استخبارية، فقد بدأت البيانات تتدفق بصورة متزايدة خارج الولايات المتحدة، الأمر الذي قد يكون له نتائج استخباراتية، وتترتب عليه تبعات عسكرية. وقد أشار المهندسون الذين ساعدوا في إدارة خدمة الانترنت إلى أنه على المدى البعيد، سيكون من الصعب على الولايات المتحدة أن تبقي على سيطرتها على تلك الخدمة بسبب طبيعتها، فليس لها نقطة مركزية للسيطرة عليها. وقد حذر بالفعل مسؤولون استخباراتيون من هذا التغير.

واعترف مسؤولون تنفيذيون في مجال الانترنت ومسؤولون حكوميون بأن مرور البيانات التي يتم تداولها عبر الانترنت بأجهزة التحويل التابعة للشركات التي تتخذ من الولايات المتحدة الأميركية مقرا لها قد أثبت أنه ميزة استثنائية لهيئات الاستخبارات الأميركية. ويقول أندرو أولديزكو، وهو أستاذ بجامعة مينسوتا يتابع نمو شبكة الانترنت العالمية: «نحن من اكتشف الإنترنت، ولكن لا يمكن أن نبقي عليها سرا». وعلى الرغم من أن الولايات المتحدة كانت مسؤولة عن 70 في المائة عن تبادل البيانات عن طريق الانترنت قبل عقد، فإنه يتوقع أن تقل تلك النسبة لتصل إلى 25 في المائة.