نوبل للآداب للفرنسي لوكليزيو.. بعد انتظار 61 عاما

بدأ الكتابة في السابعة وزوجته تلقت نبأ الفوز وقت أن كان هو منشغلا بالكتابة

TT

أعلنت الاكاديمية الملكية السويدية أمس منح جائزة نوبل للآداب 2008 الى الكاتب الفرنسي جان ماري غوستاف لو كليزيو البالغ من العمر 68 عاما والذي بدأ الكتابة وعمره 7 سنوات فقط. وجاء في حيثيات منح الجائزة أن لوكليزيو استحقها باعتباره «أديب القطيعة، والمغامرة الشعرية، والنشوة الحسية، ومستكشف إنسانية أبعد وأعمق من الحضارة السائدة». وبعد إعلان فوزه، قال لوكليزيو إنه يشعر بـ«الامتنان والفخر» لحصوله على الجائرة. وقال لإذاعة «إس.أر» السويدية «هذا شرف كبير.. أشكر الأكاديمية السويدية». وأوضح الأديب الفرنسي أن زوجتـــه هي التي تلقت المكالمة الهاتفية التي حملت نبأ الفوز بنوبل حيث كان منشغلا في هذا الوقت بالكتابة.

وأوضح لوكليزيو إنه يعتزم خلال كلمة الشكر في استوكهولم، التطرق إلى الصعوبات التي يواجهها الشباب الأدباء في طريق نشر أعمالهم وأضاف: «يجب طرق جميع الأبواب والسير ضد التيار».

وأشار الى أن الكتابة بالنسبة له، مثل تغيير جلده والدخول في شخصية وجنس آخر. وتابع: «أكتب الروايات، لأني لا أستطيع كتابة المذكرات».

ويقول البعض انه انتظر الجائزة 61 عاما إذ انه كتب في السابعة من عمره كتابا عن البحر تدور أحداثه في الباخرة التي أقلته مع والدته الى نيجيريا للالتحاق بالأب الذي كان يعمل طبيباً جراحاً هناك.

ويختصر الفرنسيون اسم لوكليزيو الطويل بالأحرف الثلاثة الأُولى «جيه. إم. جي»، وقد ولد في مدينة نيس عام 1940 على الساحل الجنوبي لفرنسا، لأب بريطاني تعود اصوله الى موريشيوس وأُم فرنسية. لفت الكاتب، منذ روايته الحقيقية الأولى «المحضر»، انتباه الوسط الفني ونال جائزة «رينودو» عام 1963 وله من العمر 23 ربيعاً فحسب. وقدم لوكليزيو قرابة 30 كتاباً في القصة والرواية والدراسات وأدب الطفل، منها «الحمى» و«الطوفان» و«صحراء»، التي أصدرها العام 1980 ونال عليها جائزة غونكور. وهذه الرواية بالذات التي ارتكزت عليها الاكاديمية السويدية في ترشيح جان ماري لي كليزيو للجائزة ومنحها اياه، حيث قالت عنها «انها تتضمن صورا عظيمة عن ثقافة ضائعة في صحراء شمال أفريقيا تختلف عن طريقة الوصف الأوروبي التي تجري بعين المهاجر غير المرغوبة» كما يأتي في تبرير منحه الجائزة.

لكن لوكليزيو لم يكن أديباً متفوقاً ومسافراً رحالة عبر القارات فحسب بل مواطنا عالميا مال قلبه الى الجنوب ودافع عن الأقوام المهمشة والمضطهدة عبر روايات تميزت بلغتها الشاعرية البسيطة ظاهرياً، المشحونة بالعاطفة والأناقة والإيحاء.