جنون الأسواق يختتم الأسبوع.. بيوم أسود

اجتماع طارئ لدول اليورو * تراجع الاستهلاك في أميركا لأول مرة منذ 17 عاما وقطاعا البناء والسيارات يدفعان الثمن * موسكو ترفض فتح بورصتها وإيطاليا تعلق تعاملات الأسهم * نيكاي يغلق على تراجع تاريخي

رد فعل مضارب في بورصة فرانكفورت مع انباء هبوط الاسهم في الاسواق الاميركية والاوروبية أمس (رويترز)
TT

تدهورت الأسواق المالية الأوروبية والأميركية بشكل غير مسبوق أمس في ختام أسبوع اسود، الأمر الذي يضاعف الضغوط على المسؤولين الماليين في مجموعة الدول السبع الصناعية الذين يعقدون اجتماعا في واشنطن، فيما يعقد قادة أوروبا اجتماعا طارئا غدا في باريس حول الأزمة. وأغلقت بورصة «نيكاي» اليابانية على تراجع تاريخي بلغ 9.62 في المائة، كما ارتفعت خسائر البورصة فخسر مؤشر «داو جونز» 5.85 في المائة، أي أكثر من 500 نقطة، و«ناسداك» 5.84 في المائة. بدورها أغلقت البورصات الأوروبية على تراجع كبير أمس، فتراجعت بورصة لندن بنسبة 8.85 في المائة، وبورصة فرانكفورت بنسبة 7.01 في المائة، فيما خسرت بورصة باريس 7.73 في المائة، مختتمة الأسبوع الأسوأ في تاريخها. أما في موسكو ففضلت السلطات عدم فتح بورصتي «إر.تي.إس» و«ميسيكس». وحتى الآن خسرت كبرى البورصات الأميركية والأوروبية واليابانية نحو أربعين في المائة من قيمتها منذ مطلع العام. وفي محاولة لمنع عمليات المضاربة التي تؤثر على استقرار الأسواق على الأقل، اتخذت سلطة البورصة الإيطالية إجراء جذريا من خلال منع بيع بعض الأسهم حتى نهاية اكتوبر (تشرين الأول) الحالي. ويأتي ذلك فيما تراجع رئيس الوزراء الإيطالي، سلفيو برليسكوني، عن تصريحات في مؤتمر صحافي أشار فيها الى أن قادة دول العالم يبحثون احتمال تعليق العمل في البورصات المالية، وقال إنه كان يشير فقط الى بعض الشائعات. وفي الدنمارك تم التصويت الى قانون يمنع عمليات البيع على المكشوف بصورة مؤقتة. وقال كزافييه دو فيلبيون، مدير المبيعات لدى «غلوبال إكويتيز» في باريس: «إنه القلق، كل شيء بات غير مفهوم، الناس يبيعون حتى الأسهم القوية» التي يشار إليها بعبارة «الأبقار المقدسة». وفي هذه الأثناء تزيد مخاطر انتقال عدوى الأزمة المالية الى «الاقتصاد الحقيقي». فقد تراجع مستوى الاستهلاك في الفصل الثالث من العام في الولايات المتحدة لأول مرة منذ نحو 17 عاما، بحسب ما أفاد ألكسي كوربر، من معهد «باك بازل اكينومومكس» السويسري. وبدأت أزمة القروض تطال قطاعي البناء والسيارات اللذين بدآ يلغيان وظائف في شمال أميركا وفي أوروبا. وامتدت اضطرابات الأسواق المالية الى عملاقي صناعة السيارات «جنرال موتورز» و«فورد». فبينما فقدت أسهم «فورد» أكثر من 5 في المائة من قيمتها وذلك في أدني مستوى لها منذ 26 عاما، خسرت أسهم «جنرال موتورز» ثلث قيمتها في أدنى مستوى لها منذ 58 عاما. وبسبب المخاوف من انكماش عالمي، تراجعت أسعار النفط الى ما دون 80 دولارا.