بالرغم من اعتماد دول العالم خطط انقاذ مالي عديدة خلال الأيام الماضية وصلت الى نحو 4 تريليونات دولار، الا أن الأسواق امس أظهرت مؤشرات قلق جديدة، ظهرت في تحقيق أغلب بورصات العالم خسائر، حيث أغلق المؤشر الرئيسي لبورصة لندن خاسرا على انخفاض بلغ 7.16%، بينما خسر داكس الألماني بنسبة 6.5%، وفقد كاك 40 الفرنسي 6.8%. وفي نيويورك اتبعت بورصة وول ستريت التيار السلبي، حيث بدأت تداولات أمس على انخفاض نسبته أكثر من 4% ليرتفع بعد ذلك الى 7%. بدورها تراجعت البورصات العربية باستثناء السوق السعودية، التي سجلت ارتفاعا طفيفا بـ0.5%. وهبطت أسعار النفط للعقود الآجلة أمس، الى أدنى مستوى لها في 13 شهرا، متأثرة بتوقعات بأن الضعف الاقتصادي سيؤدي الى مزيد من التراجع في الطلب على الخام. وهبط الخام الاميركي للعقود تسليم نوفمبر (تشرين الثاني) 3.76 دولار الى 87.74 دولار.
ووسط هذه الخسائر الجديدة، أيدت الدول الأوروبية دعوات من فرنسا وبريطانيا امس، لإصلاح جذري للنظام المالي العالمي، ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الى اعادة تشكيل صندوق النقد الدولي، باعتباره حجر الزاوية في تنظيم السوق العالمية، ووضع نظام للانذار المبكر للاقتصاد العالمي. الى ذلك وفي أنباء من المتوقع أن تؤثر على السوق الاميركي، أعلن امس ان العجز في الميزانية الاميركية بلغ مستوى قياسيا ووصل إلى 455 مليار دولار. وفي هذا السياق، أكدت المسؤولة في الاحتياطي الفيدرالي الاميركي جانيت يلين مساء اول من أمس، ان الولايات المتحدة دخلت حالة ركود. فيما زاد عدد العاطلين في بريطانيا بواقع 164 ألفا في الاشهر الثلاثة المنتهية في آخر أغسطس (آب) الماضي، أي بزيادة 5.7 %، ليرتفع عدد العاطلين عن العمل الى 1.7 مليون، وهو أعلى مستوى منذ 17 عاما.