يعتزم الاوروبيون بعدما استعادوا وحدتهم في مواجهة ازمة الاسواق المالية، الدفع في اتجاه اصلاح جذري للنظام المالي العالمي ويأملون في هذا السياق الحصول على موافقة الرئيس الاميركي جورج بوش اليوم في كامب ديفيد لكن يبدو ان هذه المهمة لن تكون سهلة. وتعلق الآمال حاليا على اجتماع بوش والرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي يتولى حاليا رئاسة الاتحاد الاوروبي ورئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو في كامب ديفيد. ويعتزم الاوروبيون الضغط على الولايات المتحدة لحملها على الموافقة على عقد اجتماع لاعادة تنظيم النظام المالي بحلول نهاية السنة واذا امكن في نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل. وتدعو اوروبا الى اتفاق جديد على صورة اتفاقات «بريتون وودز» الموقعة عام 1944 والتي وضعت اسس النظام المالي بعد الحرب العالمية الثانية. واقترح رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون الذي يتصدر الجهود الاوروبية «اعادة بناء صندوق النقد الدولي حتى يتلاءم مع العالم المعاصر».
كما اقترح من اجل تعزيز مراقبة النظام المصرفي في العالم تشكيل ثلاثين هيئة اشراف عالمية لمراقبة عمل «كبرى المؤسسات المالية العالمية». كما يأمل الاوروبيون في تخطي التمنع الاميركي لانشاء هيئة مراقبة عالمية للاسواق في حين لا تزال مراقبة هذا القطاع اليوم حكرا على السلطات الوطنية. الى ذلك، أغلقت أسواق المال الأوروبية على ارتفاع أمس محققة 3.7 في المائة، وذلك بعد أن عاشت أسبوعا متذبذبا بين الصعود والهبوط، متأثرة بمخاوف المستثمرين من دخول الاقتصاد العالمي في حالة من الكساد، فيما فتح مؤشر داو جونز الأميركي على انخفاض أمس.