العد التنازلي للرئاسة الأميركية: سباق بين اللون.. والاقتصاد

«وول ستريت» يصبح «غراوند زيرو» 2008 * ماكين يقلص الفارق لنقطة مع أوباما

TT

للمرة الأولى في التاريخ، تصبح نتائج الانتخابات الرئاسية الاميركية تاريخية قبل صدورها. يومان متتاليان: الأول في الثامن والعشرين من أغسطس (آب) يوم اعلان باراك اوباما ترشيحه الرسمي للانتخابات الرئاسية عن الحزب الديمقراطي، والثاني في التاسع والعشرين يوم اعلان الحزب الجمهوري ترشيح سارة بالين لمنصب نائب الرئيس مع جون ماكين، خطّا محطة جديدة في تاريخ الولايات المتحدة. بعد أقل من أسبوعين، سيعرف الأميركيون أي تاريخ سيصنعونه وسيكونون قد اختاروا بين أول رئيس أسود، أو أول امرأة تصبح على بعد «دقة قلب واحدة» من مقعد الرئاسة.

مسيرة دراماتيكية خاضها المرشحان في حملتيهما الطويلتين، اللتين بدأتا قبل عامين. وفي هذه المسيرة أحداث أخرى لا تقل دراماتيكية رافقت السباق. «الأيام السوداء» التي خلفتها الأزمة الاقتصادية، و«الخانة الرمادية» التي تشكلها العنصرية، يجعلان من هذا السباق، سباق الاقتصاد واللون بامتياز.

وبين انتخابات عام 2004 وانتخابات اليوم، تبادل مكانان في نيويورك، تفصل بينهما شوارع قليلة ومسافة عشر دقائق مشيا على الاقدام، مفتاح الدخول الى البيت الابيض. المكان الأول هو «غراوند زيرو» (المنطقة صفر) التي جعلت قضية «الحرب على الأرهاب»، هاجس الاميركيين الاول بعد 11 سبتمبر (أيلول) 2001. والمكان الثاني هو شارع «وول ستريت» الذي أحدث زلزالا ماليا في سبتمبر الماضي، جعل من الأزمة الاقتصادية تتصدر هواجس الاميركيين وتتقدم على الحرب على الارهاب والحرب في العراق.

وبعد ان كانت المنافسة قبل أربع سنوات بين جورج بوش ومنافسه الديمقراطي حينها جون كيري، على اقناع الناخبين بالقدرات القيادية لكل منهما على متابعة «الحرب على الارهاب»، تحولت اليوم الى منافسة لاقناع الناخبين بالافضل لانقاذهم من الازمة الاقتصادية. ولكن في خبايا هذه المنافسة، أمورا أكثر تعقيدا.

وحسب استطلاع اخير امس لاسوشيتدبرس - جي.اف.ك فان المرشحين الرئاسيين اصبح الفارق بينهما ضئيلا للغاية في حدود نقطة واحدة. وبعد ان كان الفارق حوالي 7 نقاط حسب استطلاع لنفس المؤسسة قبل 3 أسابيع فان اوباما لديه الان تأييد بنسبة 44% فقط بينما يتمتع ماكين بتأييد نسبته 43% بما يعني ان الفارق اصبح بسيطا قبل الانتخابات يوم 4 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.