خادم الحرمين في الأمم المتحدة: التركيز على نقاط الخلاف قاد إلى التعصب وحروب مدمرة

قادة وممثلو العالم يؤكدون على أهمية الحوار بين أتباع الأديان والثقافات * بان كي مون: مؤتمر مدريد إسهام لدعم التسامح والاحترام المتبادل

خادم الحرمين الشريفين يلقي كلمته في الجمعية العامة للأمم المتحدة أمس (إ.ب.أ)
TT

وسط حشد عالمي وحضور عدد من قادة الدول ورؤساء الحكومات في اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قال خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في كلمة خاطب بها المجتمعين: «إن التركيز عبر التاريخ على نقاط الخلاف بين أتباع الأديان والثقافات قاد إلى التعصب، وبسبب ذلك قامت حروب مدمرة سالت فيها دماء كثيرة لم يكن لها مبرر من منطق أو فكر سليم، وقد آن الأوان لأن نتعلم من دروس الماضي القاسية، وأن نجتمع على الأخلاق والمثل العليا التي نؤمن بها جميعاً، وما نختلف عليه سيفصل فيه الرب، سبحانه وتعالى، يوم الحساب». وأكد أن «الأديان التي أراد بها الله عز وجل إسعاد البشر لا ينبغي أن تكون من أسباب شقائهم، وأن الإنسان نظير الإنسان وشريكه على هذا الكوكب، فإما أن يعيشا معاً في سلام وصفاء، وإما أن ينتهيا بنيران سوء الفهم والحقد والكراهية». وكان اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات المعتبرة قد بدأ في مقر الأمم المتحدة بنيويورك أمس بمشاركة خادم الحرمين الشريفين والملوك وقادة ورؤساء الحكومات في عدد من دول العالم ورؤساء الهيئات الدولية.

وشكر خادم الحرمين الشريفين رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة على تنظيم هذا اللقاء، كما شكر زعماء العالم وقادته على حضورهم من مشارق الأرض ومغاربها، معتزاً بصداقتهم ومشاركتهم، وأكد أن اهتمامنا بالحوار ينطلق من ديننا وقيمنا الإسلامية، وخوفنا على العالم الإنساني وإننا سنتابع ما بدأنا، وسنمد أيدينا لكل محبي السلام والعدل والتسامح».

وفي كلمته أمام الاجتماع شكر الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، خادم الحرمين الشريفين على دوره الحاسم والحيوي لتمكين عقد هذا الاجتماع. وبينما أعرب عن قلقه من ظواهر التطرف ومعاداة الإسلام نوه بمبادرة الحوار بين أتباع الأديان وبمؤتمر مدريد «كإسهام أساسي في جهودنا المتواصلة لدعم التسامح والاحترام المتبادل. وهذا العمل يأتي من ميثاقنا المؤسس، ومن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ـ الذي نحيي ذكراه الـ60 الشهر المقبل».

وعكست كلمات القادة والمسؤولين الذين تحدثوا باسم دولهم أمس تأكيدا دوليا على دعم الحوار والمبادرة السعودية.