خادم الحرمين: لو اتجهت الدول للسلام وبعدت عن الحروب والنزاعات لما شاهدنا هذا الفقر والأمراض

الملك عبد الله: بانتخاب أوباما برهن الشعب الأميركي للعالم أنه ديمقراطي مائة في المائة * بوش: إيماننا يقودنا إلى القيم المشتركة * إعلان نيويورك يؤكد الالتزام برفض تشويه الدين واستخدامه لتبرير القتل

خادم الحرمين الشريفين وبوش خلال لقائهما في نيويورك أمس (أ.ب)
TT

اختتمت أمس أعمال اجتماع الحوار بين أتباع الأديان والثقافات والحضارات الذي عقد في الأمم المتحدة بمبادرة من خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وتبنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في نهاية الاجتماع اعلانا اطلق عليه اسم «اعلان نيويورك» الذي اكدت فيه الدول التزامها برفض تشويه الدين واستخدامه كمبرر للقتل. كما عبر البيان عن القلق الجدي لاحداث عدم التسامح والعنصرية.

وكان خادم الحرمين الشريفين قد دعا إلى نبذ العداوة وحث على محبة الإنسان لأخيه الإنسان. وطالب الملك عبد الله خلال استقباله بمقر إقامته في نيويورك، مجموعة من المشاركين في الاجتماع، أن يكون هذا الحوار فاتحة خير للإنسانية، «فليس للإنسان إلاّ أخوه الإنسان مهما كان». وقال «كفى ما حصل من القتل ومن العداوة ومن التفريط في حقوق الغير». وأضاف «نحن بشر، نحن مخلوقات للرب عز وجل، ولا يوجد دليل يجيز عداوة الإنسان لأخيه الإنسان إلاّ الذي يعمل شراً ضد أخيه».

وأكد خادم الحرمين الشريفين أن «دول العالم لو اتجهت إلى السلام وبعدت عن الحروب والنزاعات التي لا تحل إلاّ بالأسلحة التي تخسر عليها الدول ملايين الملايين واتجهت إلى الفقر والعمل الإنساني في الصحة، لما كنا شاهدنا هذه الأمراض ولا هذا الفقر. لو اتجه العالم إلى الفقر والعمل الإنساني والصحة لما وجدنا أمراضا وفقرا».

وأشار الملك عبد الله إلى أن «انتخاب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما يدل على أن الشعب الأميركي فعلا شعب ديمقراطي، وبرهن بهذا الاختيار للعالم كله أنه شعب ديمقراطي مائة في المائة وإن شاء الله نرى منه خيراً للبشرية وهذا ما أتمناه لزعماء العالم ككل أن ينزل الله في قلوبهم محبة وإخاء لجميع البشر».

من جهته دعا الرئيس الأميركي جورج بوش أمس إلى إشاعة الحريات، والديمقراطية في العالم للوصول إلى السلام، أمام اجتماع الحوار. وقال بوش، في كلمته امام الجمعية العامة للامم المتحدة إن الحرية تشمل حق كل إنسان في ممارسة الديانة التي يختارها، مستشهدا بالإعلان العالمي لحقوق الإنسان الذي يحتفل العالم هذا العام بالذكرى الستين لصدوره. وشدد الرئيس الأميركي في كلمته على أهمية الحوار ودوره في التقريب بين الناس من مختلف الديانات والمذاهب. وقال مخاطبا الحضور «قد نعتقد بمذاهب مختلفة، ونعبد الله في أماكن مختلفة، ولكن إيماننا يقودنا إلى القيم المشتركة. ونحن نؤمن بأن الله يدعونا لمحبة جيراننا وأن نعامل أحدنا الآخر بالرحمة والاحترام. ونحن نؤمن بأن الله يدعونا لاحترام كرامة كل الحياة وان نتحدث ضد اللؤم والظلم. ونؤمن بأن الله يدعونا للعيش بسلام ـ ولنعارض كل من يستخدم اسمه لتبرير العنف والقتل».

وتوجه الرئيس الأميركي بالشكر لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على مبادرته بالدعوة لهذا الاجتماع. وشدد على أنه من خلال الحوار يمكن للعالم الاقتراب من اليوم الذي يمكن أن يتمتع فيه كل شخص بالحقوق والكرامة. وأضاف «الحرية هي هبة الله لكل رجل وامرأة وطفل ـ وهذه الحرية تتضمن حق كل الناس للعبادة بالطريقة التي تناسبهم».

وقال إن «من أفضل الطرق لحماية الحرية الدينية هي من خلال دعم صعود الديمقراطية»، مشيرا إلى أن الحكومات الديمقراطية لا تتشابه. كل واحدة تعكس تاريخ شعبها وتقاليده. ولكن إحدى العلامات المهمة لأية ديمقراطية هي إتاحة المجال لكل الناس من مختلف الخلفيات والأديان. الديمقراطية تسمح للناس بآراء مختلفة تناقش اختلافاتهم والعيش في وئام».

وتحدث خلال الاجتماع عدد من زعماء العالم، وقال الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري إن العالم «يقف في مفترق طرق حساس»، وإن اجتماع «ثقافة السلام» يمثل «فرصة البدء من جديد وبناء عالم أفضل لأبنائنا». ودافع الرئيس الأفغاني حميد كرزاي عن الدين الإسلامي ورفض مبدأ ارتباط الإرهاب بأية ديانة.