رعب من «بوابة الهند» إلى قلبها المالي

المهاجمون وصلوا على قوارب مطاطية واستهدفوا 10 مواقع * مئات القتلى والجرحى بينهم مسؤول مكافحة الإرهاب * إدانات عربية ودولية * الهند تتهم أطرافا خارجية.. وتفتش سفنا تجارية باكستانية * إسرائيليون بين الرهائن

فندق تاج محل أحد المعالم التاريخية في مومباي وهو يحترق أمس (رويترز)
TT

في عملية، تعد الاكثر دموية وعنفا.. وتنظيما منذ هجمات 11 سبتمبر 2001، استمرت المواجهات مع الارهابيين في مدينة مومباي عاصمة المال والاقتصاد في الهند، في يومها الثاني، واستهدفت 10 مواقع، بينها فندق تاج محل الذي يعتبر درة العمارة الهندية في الهند، وفندق أوبروي السياحي، إضافة الى محطة سكك حديدية، ومستشفى، ومنزل تابع للجالية اليهودية بالمدينة. وكانت الاعتداءات الارهابية, التي لقيت موجة إدانات عربية ودولية, قد بدأت الليلة قبل الماضية عندما ترجلت مجموعة من الرجال حاملين كميات ضخمة من السلاح والذخيرة، من سفن بحرية عند موقع «بوابة الهند» السياحي الاثري، وراحوا يتوزعون في مدينة مومباي وفقا لخطة معدة مسبقا. ووقعت الاعتداءات في محطة تشهاتراباتي تشيفاجي للقطارات، وفندقين خمس نجوم هما أوبروي ترايدنت، وفندق تاج محل الذي يقع بالقرب من «بوابة الهند»، ومقهى ليوبولد، وهو مقهى له شعبية كبيرة بين السياح، ومستشفى كاما. وتبنت منظمة غير معروفة تطلق على نفسها اسم «مجاهدو الديكان» وهي ضاحية في مدينة حيدر اباد، اعتداءات مومباي.

وارتفعت حصيلة القتلى حتى مساء أمس الى 125 قتيلا بينهم 9 أجانب، فيما حوصر برلمانيون أوروبيون في الفندقين، وجرح المئات، بينهم رئيس فرقة مكافحة الارهاب الهندية، وأكثر من 14 شرطياً هندياً. واعتقل في مومباي 3 متشددين بينهم باكستاني من جماعة «عسكر طيبة»، ووجهت الهند أصابع الاتهام في هذه الاعتداءات الى مجموعات قدمت من باكستان، على قوارب مطاطية. وقال رئيس الوزراء الهندي مانموهان سينغ، إن الجماعة التي تقف وراء هجمات مومباي ممولة ومدعومة من الخارج. وأكد انه سيتم مطاردة المسؤولين عن هذه الهجمات ومعاقبتهم.

وردت باكستان مطالبة بالتريث قبل اطلاق الاتهامات، وقال وزير خارجيتها شاه محمود قريشي الموجود في الهند ان «تجربة الماضي تعلمنا ان علينا ان نتجنب التسرع في استخلاص النتائج». وخضعت سفينتان باكستانيتان للتفتيش امس قبالة السواحل الهندية، بحثا عن مشتبهين. وقالت مصادر مقربة من الاستخبارات الهندية ان عدد المهاجمين يقترب من 26 مهاجما قدموا على 3 قوارب مطاطية. وأعلن مسؤولون هنود ان عناصر الشرطة وقوات النخبة الهندية قتلت جميع المسلحين الاسلاميين الذين كانوا في فندق تاج محل المقام منذ 105 اعوام. وقال رئيس حكومة ولاية مهاراشترا الهندية أمس، إن عدد النزلاء والعاملين المحاصرين داخل فندق ترايدنت اوبروي حتى ساعة متأخرة من أمس يتراوح بين 100 و200، وان عدد المتشددين في الداخل يتراوح ما بين 10 و12. وذكرت السفارة الإسرائيلية في نيودلهي أن 10 إسرائيليين على الأقل كانوا ضمن المحتجزين في المباني التي هاجمها المسلحون في مومباي.