غيَّب الموت الحاج محمد مدبولي أحد أشهر الناشرين المصريين العصاميين، وقدم من خلال مكتبته الآلاف من العناوين المهمة في شتى صنوف المعرفة. وبدأ مدبولي حياته ببيع الصحف وهو في سن بين 5 و6 سنوات قبل أن يبيع الكتب على عربة متنقلة صغيرة ثم افتتح مكتبة مدبولي التي أصبحت أشهر مكتبة بوسط العاصمة المصرية على مدى نصف قرن، وكان حريصا على توفير الكتب المحظور تداولها وطبعها وله صداقاته الواسعة وسط المثقفين. وشُيّع ظهر أمس جثمان الحاج مدبولي الذي توفي مساء أول من أمس عن عمر ناهز 70 عاما بأحد مستشفيات القاهرة بعد صراع مع المرض استمر عدة أشهر.
ووصف الكاتب الصحافي صلاح عيسى رئيس تحرير صحيفة «القاهرة» التي تصدر عن وزارة الثقافة المصرية الحاج مدبولي بأنه «كان ظاهرة لها العجب»، وقال عيسى لـ«الشرق الأوسط»: «كان شخصا عصاميا صعد من أسفل السلم إلى أعلاه وتحول من بائع صحف يطوف في الشوارع إلى أكبر ناشر وأكبر موزع في مصر، رغم أنه يكاد يكون أميا»، مضيفا «كان حسن الفطرة وكان يتسم بروح إنسانية مع المثقفين، فكثيرا ما كان يعطي كتبه لمن يحتاجها من المثقفين ولم ينتظر أن يدفعوا المقابل في وقتها».
وكان مدبولي من أكثر الناشرين تعرضا للملاحقة القضائية، ووصل عدد القضايا التي اتهم فيها إلى نحو 25 قضية نشر, كما خاض معارك مع المتشددين.