إسرائيل تشطر غزة.. وإيران: المقاومة ليست بحاجة لمساعدة عسكرية

خادم الحرمين يشدد على توحيد كلمة الفلسطينيين وقياداتهم * تل أبيب تعلن عن أول الخسائر والقتلى الفلسطينيون وصلوا إلى 500 * حماس تدعو عرب 48 إلى التحرك ساركوزي: حماس «تتحمل مسؤولية كبيرة عن عذابات فلسطينيي غزة» * وزير إسرائيلي: الحركة تبحث عن مخرج يتيح حفظ ماء وجهها

فلسطيني في حالة حزن في مستشفى بغزة بعد مقتل أحد اقاربه في القصف الإسرائيلي (رويترز)
TT

وسعت اسرائيل امس من عدوانها البري مدعوما بالقصف الجوي والبحري على قطاع غزة. وشطرت القوات البرية شمال غزة عن جنوبها بعد أن تقدمت عبر 4 محاور، وقطعت أوصال القطاع الى ثلاثة اجزاء، وسط مقاومة عنيفة, اسفرت عن مقتل جندي اسرائيلي وجرح 32 باعتراف اسرائيل ومقتل ما لا يقل عن خمسة وجرح العشرات حسب كتائب «القسام» ـ الجناح العسكري لحركة حماس. وأطلقت الفصائل الفلسطينية كتائب المقاومة اكثر من 50 صاروخاً على البلدات والمدن الاسرائيلية. في المقابل، قتلت الغارات الاسرائيلية والعمليات المتواصلة منذ بدء الهجوم البري ما لا يقل عن 50 فلسطينيا؛ العديد منهم من الاطفال والنساء، ليصل عدد الضحايا الى 500 وأكثر من 2300 جريح. ولكن رغم الهجوم البري الذي حشدت له اسرائيل ما يقارب 30 الف جندي، واكثر من 150 دبابة، فان ثمة غموضا يكتنف الاهداف الاسرائيلية وعما إذا كانت تقتصر على اضعاف حماس أو اطاحتها كلية.

وبينما أعلن وزير الشؤون الاجتماعية الإسرائيلي، اسحق هرتزوغ، نقلا عن أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية أن حركة حماس تبحث عن مخرج يتيح حفظ ماء وجهها, دعا ممثل حماس على لسان في لبنان، اسامة حمدان، العرب في مناطق 1948 الى مساندة إخوانهم في غزة، قائلا «المطلوب منكم اليوم ان تربكوا العدو من داخله».

من جانبها, حذرت طهران امس تل أبيب من أن شن الهجوم البري على قطاع غزة سيحول القطاع الى «مقبرة» لقواتها لكن قائد حرس الثوري الايراني الجنرال محمد علي جعفري قال ان المقاومة في غزة لا تحتاج إلى مساعدة عسكرية. على الصعيد السياسي, شدد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، خلال استقباله الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين برئاسة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي, على ضرورة توحيد كلمة أبناء الشعب الفلسطيني وقياداته ودفع العدوان الظالم الذي يتعرضون له وتحقيق السلام العادل في المنطقة . ويصل الى المنطقة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. واعتبر ساركوزي في مقابلة مع ثلاث صحف لبنانية تنشر اليوم أن حركة حماس «تتحمل مسؤولية كبيرة عن عذابات فلسطينيي غزة».

وبينما اعتذرت جمهورية التشيك التي تتولى رئاسة الاتحاد الأوروبي عن تصريحها أول من أمس بأن العملية الإسرائيلية دفاعية، بدأ وفد الترويكا الأوروبية جولته في المنطقة من مصر. وأشار أحمد أبو الغيط، وزير الخارجية المصري، الذي استدعت وزارته السفير الإسرائيلي للمرة الثالثة خلال أسبوع لإبداء الاستياء الى تعقيدات في الموقف، خاصة ما يتعلق بمسألة انعقاد مجلس الأمن الدولي واتخاذ قرار حاسم في هذا الخصوص. وشدد الوزير التشيكي على وضع نهاية حاسمة للهجمات بالصواريخ على الأراضي الإسرائيلية، وكذلك وقف الهجوم الإسرائيلي وأن تكون هناك ضمانات لوقف إطلاق النار من الجانبين. ويأتي ذلك قبل توجه الوفد العربي الذي اتفق عليه في الاجتماع الطارئ الأخير لوزراء الخارجية العرب الى نيويورك لاستصدار قرار من مجلس الأمن بوقف الهجوم.