3 ساعات «تهدئة».. وإسرائيل تعلن المرحلة الثالثة من الهجوم

مشاورات هاتفية بين خادم الحرمين وساركوزي حول الأوضاع في غزة * واشنطن منفتحة على المبادرة وتدرس أفكارا أخرى* إسرائيل تطالب سكان رفح بمغادرتها وتبدأ قصفها وترسل موفدين لمناقشة المبادرة المصرية * حماس تدرس الأفكار وتناقض بين تصريحاتها في غزة ومصادر «الفصائل» بدمشق

فلسطيني يحمل ابنه، الذي جرح بفعل الاعتداءات الإسرائيلية، إلى مستشفى الشفاء في غزة أمس (ا.ب.ا)
TT

وسط سباق بين الحرب والحركة السياسية الإقليمية والدولية لوقف العدوان على غزة بدأت إسرائيل أمس المرحلة الثالثة من هجومها على القطاع بعد أن أقرها «المطبخ الوزاري المصغر» وذلك بعد وقف لإطلاق النار استمر ثلاث ساعات، التزمت به حركة حماس وبقية فصائل المقاومة، واستغل الأهالي الساعات الثلاث لتخزين الاحتياجات الضرورية ودفن موتاهم والبحث عن المفقودين بين أنقاض البيوت، ثم استؤنف القتال بعد الـ3 ساعات. وأعلن متحدث عسكري إسرائيل أنه سيتم الالتزام بهذا التوقف بشكل يومي. غير أن المتحدثة باسم البيت الأبيض لم تؤكد ذلك، وقالت «أعتقد أن الأمر سيحصل بين الحين والأخر».

وأسقطت الطائرات الإسرائيلية منشورات فوق منطقة رفح جنوب غزة تدعو فيها الأهالي الى مغادرة منازلهم. وباشرت الطائرات بقصف بلدات في رفح في محاولة منها لتدمير أنفاق تقول إن حماس تهرب السلاح عبرها.

قتلت إسرائيل أمس29 فلسطينيا 22 منهم من المدنيين، بينهم 3 أطفال ووالدهم في بيت لاهيا شمال غزة، حسب مصادر طبية، بينما اعترفت إسرائيل بمقتل 7 جنود وجرح أكثر من 95 منذ بدء المعارك البرية, وقدرت مصادر طبية اجمالي قتلى الفلسطينيين بـ700 حتى يوم أمس.

سياسيا تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مساء أمس اتصالا هاتفيا من الرئيس الفرنسي، نيكولا ساركوزي، الذي عاد الى بلاده بعد جولة مكوكية في المنطقة، وتم خلال الاتصال بحث الأوضاع في غزة. ولقيت المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار التي أعلنها الرئيس المصري حسني مبارك مع الرئيس ساركوزي، تجاوبا حذرا من جانب إسرائيل التي قالت إنها ستوفد مبعوثين الى القاهرة اليوم لمناقشة تفاصيلها، بينما قال البيت الأبيض إنه منفتح على الأفكار المصرية ويريد معرفة التفاصيل، كما أكد أن الإسرائيليين منفتحون عليها. إلا أن روبرت وود، المتحدث باسم وزارة الخارجية، قال «إن واشنطن لا تكتفي باقتراح القاهرة، وندرس أفكارا اخرى».

في غضون ذلك تضاربت تصريحات مسؤولي حماس في غزة مع تصريحات الفصائل الفلسطينية في دمشق، فبينما قالت الحركة إنها تدرس الخطة المصرية، قال المسؤول في حركة حماس، ايمن طه، لوكالة الصحافة الفرنسية في غزة «إن المبادرة تتضمن بالتأكيد نقاطا ايجابية وهي جديرة بالدرس». لكن مصادر الفصائل الفلسطينية في دمشق أبدت تحفظا، وقالت إنها «مقترحات تحمل في باطنها الشروط الإسرائيلية»، وكل «بند يحتوي على فخ»، وتعني المصالحة مع شرعية الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومنحه سلطة على قطاع غزة والمعابر و«هو أمر غير مقبول».