200 غارة إسرائيلية ليلة وقف النار.. وقمة دولية لغزة تسبق قمة «الكويت»

حماس: سنتجاهل وقف النار الإسرائيلي المنفرد إذا لم تلب مطالبنا * أولمرت: حققنا أهدافنا وأكثر مما نتوقع * خادم الحرمين يبحث مع بلير أوضاع غزة * مبارك يرفض المراقبين الأجانب * اقتراح أوروبي ثلاثي بإرسال سفن حربية لمنع تهريب السلاح

فلسطينيون وسط القصف الإسرائيلي على مدرسة الأونروا في بيت لاهيا أمس (أ.ف.ب)
TT

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، إيهود أولمرت، مساء أمس بعد اجتماع للمجلس الوزاري الأمني، وقف إطلاق النار في غزة من طرف واحد، ابتداء من الساعة الثانية من فجر اليوم بالتوقيت المحلي، وقال إن إسرائيل حققت أهدافها وأكثر مما تتوقع في الحرب التي انطلقت قبل 3 أسابيع, وتلقت حماس ضربة قاصمة، وتم تدمير الكثير من الأنفاق التي تستخدم في تهريب الأسلحة. وقال أولمرت إن إسرائيل تجاوبت مع طلب مصر بوقف فوري لوقف النار، وإن القوات الإسرائيلية ستبقى بشكل مؤقت في المواقع التي احتلتها من قطاع غزة، وذلك لمتابعة تصرفات حماس وجنبا إلى جنب تواصل الجهود الدبلوماسية مع مصر ودول الغرب حول حقبة ما بعد الحرب، فيما يتعلق بفتح المعابر ومنع تهريب الأسلحة عبر الحدود المصرية. وردت حركة حماس، على هذا القرار بأنها ستتجاهله وستواصل القتال حتى تتم الاستجابة لمطالبها، وقالت إنها ستواصل القتال في غزة ما دامت القوات الإسرائيلية في القطاع. واستغل الجيش الإسرائيلي اليوم الأخير للحرب، وشن حوالي 200 غارة جوية، قالت مصادر إسرائيلية إنه تم خلالها تدمير 70 نفقا على الشريط الحدودي، كما دمر مسجد آخر وعشرات البيوت. كما قصفت إسرائيل أمس خامس مدرسة تابعة لوكالة غوث اللاجئين (الأونروا) التابعة للأمم المتحدة، في بلدة بيت لاهيا، الأمر الذي أدى إلى مقتل امرأة ونجلها وطفل آخر، وإصابة عشرة آخرين. وأدان بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، هذا الاعتداء بأقسى العبارات، ودعا في المقابل إلى وضع جدول زمني لسحب القوات الإسرائيلية من القطاع، يتزامن مع إعلانها وقف إطلاق النار من جانب واحد في غزة.

على صعيد جهود وقف العدوان على غزة بحث خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز في الرياض مساء أمس مع رئيس الوزراء البريطاني السابق مبعوث اللجنة الرباعية الدولية توني بلير، الأوضاع الراهنة في قطاع غزة وضرورة إيقاف العدوان الإسرائيلي.

في غضون ذلك، تعقد اليوم قمة دولية تشاورية حول غزة في شرم الشيخ وتأتي قبل يوم من القمة العربية في الكويت. وأفاد مصدر بالرئاسة المصرية بأن الرئيس المصري حسني مبارك «وجَّه الدعوة لاجتماع تشاوري رفيع المستوى اليوم في شرم الشيخ، يتناول التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار وتثبيته، وانسحاب قواتها خارج قطاع غزة، وتهيئة الأجواء لاستعادة التهدئة وفتح المعابر ورفع الحصار»، وكذلك «تعبئة الموارد اللازمة لمساعدات الإغاثة للقطاع وإعماره». وأضافت المصادر أن «الاجتماع التشاوري رفيع المستوى» سيشارك فيه العاهل الأردني والرئيسين الفرنسي والتركي، والمستشارة الألمانية ورؤساء وزراء إيطاليا وبريطانيا وإسبانيا، وكذلك الأمين العام للأمم المتحدة والأمين العام لجامعة الدول العربية. وأكد مكتب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل أنها ستحضر، بينما قال بيان لقصر الإليزيه إن الرئيس نيكولا ساركوزي والرئيس مبارك سيرأسان القمة. وسيتوجه ساركوزي وانجيلا ميركل وغوردن براون مساء من شرم الشيخ، إلى إسرائيل. وكان براون اعلن امس ان بريطانيا وفرنسا والمانيا مستعدة لارسال سفن حربية في اطار جهد دولي لمنع تهريب اسلحة الى غزة, وبعثت الدول الثلاث برسالة بهذا المعنى الى اسرائيل ومصر.

وكان الرئيس مبارك قد جدد في خطاب تلفزيوني دعوته لإسرائيل أمس لإنهاء عملياتها العسكرية على الفور وسحب كل القوات الإسرائيلية تماما , وقال إن مصر «لن تقبل أبدا بأي وجود أجنبي لمراقبين على أرضها باعتباره خطا أحمر لن يسمح بتجاوزه».