أوباما رئيس أميركا الـ44: اخترنا الأمل.. بدل الخوف

وجه رسالة تصالح مع العالم الإسلامي: نسعى إلى طريق جديد يستند إلى المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل * تحدث عن انسحاب مسؤول من العراق وحذر المتطرفين وأكد أن القوة وحدها لا تضمن الأمن > توقع تعيين ميتشل مبعوثا إلى الشرق الأوسط

أوباما أثناء تأديته اليمين الدستورية أمس وتبدو زوجته ميشيل حاملة نسخة الإنجيل التي أدى عليها القسم، وبالقرب منهما ابنتاهما ساشا وماليا (ا.ب)
TT

في خطاب تنصيب تاريخي، شاهده في واشنطن ما لا يقل عن مليوني أميركي وعلى شاشات تلفزيونات العالم أكثر من مليار شخص، وجه الرئيس الأميركي باراك أوباما رسائل إلى الأميركيين وإلى العالم الخارجي، متحدثا إلى العالم الإسلامي الذي قال إنه سينتهج «طريقا جديدا إلى الأمام» معه، وذلك في خطاب تنصيبه الذي ألقاه بعد أدائه اليمين الدستورية، ليصبح الرئيس الرابع والأربعين في تاريخ أميركا وأول رئيس أميركي من أصول أفريقية. وكان لافتا أن أوباما، الخطيب المفوه، تلعثم مرتين أثناء أداء اليمين، مما اضطر رئيس السلطة القضائية جون روبرتس إلى إعادة بعض عبارات القسم ببطء وبعبارات أقصر وأوباما يرددها وراءه. وفي خطاب استهله بالتركيز على الرمزية التاريخية لانتخاب أول رئيس أسود، مذكرا بالآباء المؤسسين و«القيم» التي تحدد عظمة أميركا، حدد أوباما أولويات إدارته الجديدة وعلى رأسها الاقتصاد، والانسحاب المسؤول من العراق، ومحاربة التطرف، وفتح صفحة جديدة من قيادة أميركا للعالم، مؤكدا: «أميركا جاهزة للقيادة»، وأن «العظمة لا تعطى بل تكتسب.. والقوة وحدها لا تضمن الأمن». وشدد أوباما على أن الاقتصاد الأميركي يحتاج إلى عمل «جريء وعاجل»، وتعهد بخلق الوظائف الجديدة وإرساء أسس النمو. وقال أوباما إن الولايات المتحدة اختارت «الأمل عوضا عن الخوف»، مشددا على أنها ستنهض لمواجهة التحديات الكثيرة. وتابع «نحن مجتمعون لأننا اخترنا الأمل عوضا عن الخوف، إرادة العمل معا بدل النزاع والتفرقة.. في هذا اليوم، جئنا لنقول إن الوعود الكاذبة انتهت.. بعدما ظلت سياستنا مخنوقة لوقت طويل».

وكان أوباما قد أدى اليمين الدستورية قائلا «أنا باراك حسين أوباما أقسم أنني سأنفذ بأمانة مهام منصب رئيس الولايات المتحدة، وسأعمل بأقصى ما لديّ من قدرة على صيانة وحماية دستور الولايات المتحدة والذود عنه». وقبل أوباما أقسم نائبه جون بايدن اليمين كنائب للرئيس الأميركي. ووفقا لمصادر قريبة منه يتوقع أن يبدأ أوباما فورا نظر القضايا الساخنة على جدول أعماله، وعلى رأسها الوضع الاقتصادي والصراع في الشرق الأوسط، وفي هذا الإطار ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» أمس أن أوباما ينوي هذا الأسبوع تسمية المهندس السابق لعملية السلام في ايرلندا الشمالية جورج ميتشل موفدا للشرق الأوسط، للتعامل فورا مع النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني. وكان جورج بوش قد غادر البيت الأبيض أمس للمرة الأخيرة، وهو يرسم ابتسامة على شفتيه، وتوجه إلى ساحة الكونغرس يرافقه أوباما للمشاركة في حفل التنصيب. وفي تقليد رئاسي، ترك بوش رسالة شخصية لأوباما في درج بمكتب البيت الأبيض. وفيما لم يكشف تفاصيلها، إلا أنها تكون في الأغلب رسالة تمنيات طيبة. واحتفل الأميركيون بتنصيب أوباما بالدموع والغناء، وكان لافتا حجم تأثر الأميركيين من أصل أفريقي بالتنصيب والذي ترافق مع احتفال أميركا بالذكرى الثمانين لميلاد داعية الحقوق المدنية مارتن لوثر كينغ، والذكرى الـ46 لخطابه التاريخي «لدي حلم». في غضون ذلك انهار السناتور تيد كيندي, 67 عاما, والمصاب بالسرطان خلال حفل اقيم على شرف تنصيب أوباما ونقل الى المستشفى في سيارة اسعاف, كذلك انهار السيناتور روبرت بير, 91 عاما, وهو أكبر أعضاء مجلس الشيوخ سنا ونقل أيضا الى المستشفى, وأصدر مكتبه بيانا في وقت لاحق أكد أنه في صحة جيدة.