مسؤولون أميركيون: أوباما سينتظر نتائج انتخابات إيران وإسرائيل.. ويتجه لمحاورة سورية

تعيين ميتشل «المخضرم» مبعوثا للشرق الأوسط وهولبروك «البلدوزر» لباكستان وأفغانستان * الرئيس الأميركي: حماس يجب أن توقف الصواريخ.. والمبادرة العربية تساعد على تقدم السلام ونتطلع للدور المصري * الوضع في أفغانستان خطير

أوباما لدى توقيعه أمس على أمر تنفيذي بإقفال معسكر غوانتانامو خلال عام (رويترز)
TT

فيما عين الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما أمس السياسي المخضرم جورج ميتشل، 75 عاما، مهندس السلام في أيرلندا الشمالية، مبعوثا خاصا إلى الشرق الأوسط، وعين ريتشارد هولبروك، مهندس اتفاق دايتون في البوسنة والملقب بالبلدوزر مبعوثا أميركيا خاصا لأفغانستان وباكستان، قال مسؤولون حاليون وسابقون بوزارة الخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» إن إدارة أوباما ستتحرك في كل قضايا الشرق الأوسط الساخنة في نفس الوقت. وقال مسؤول بالخارجية الأميركية لـ«الشرق الأوسط» ان «التوجه هو أن نسير قدما في كل الملفات الساخنة.. الحكومة الأميركية لا تتغير بين يوم وليلة. لا نتوقع تغييرا كبيرا في كل مجال. نأمل في مواصلة عملية سلام الشرق الأوسط، وإعادة الاستقرار للعراق». من ناحيته، قال ارون ديفيد ميلر، المفاوض السابق للشرق الأوسط في الخارجية الأميركية، الذي عمل مستشارا لـ 6 وزراء خارجية سابقين، إن إدارة اوباما ستحتاج إلى فترة جس نبض للمنطقة تصل لنحو 4 أشهر قبل أن تقدم على أي تحركات، موضحا أن «إسرائيل لديها انتخابات في 10 فبراير (شباط) المقبل. لن يكون هناك رئيس وزراء إسرائيلي في مكتبه قبل نهاية مارس (آذار). رئيس الوزراء الإسرائيلي لن يأتي إلى أميركا قبل أبريل (نيسان) المقبل, لذلك أعتقد انه على الشرق الأوسط أن يبطئ من توقعاته».

وفيما استبعد ميلر فتح إدارة اوباما أي حوار مع حماس، توقع أن يتم التعامل مع سورية وإيران بطريقة مختلفة، موضحا أن «غزة أصبحت محل التركيز، وأميركا ستكون نشيطة، لكن التسوية لن تكون سهلة، لان إدارة اوباما لن تغير أفكارها وآراءها او سياساتها حيال حماس. لكن أعتقد أننا يجب أن نتحدث مع السوريين، ويجب أن نتواصل مع الإيرانيين». وأشار ميلر الى ان إدارة اوباما قد تفضل انتظار الانتخابات الرئاسية الإيرانية في يونيو (حزيران) المقبل قبل ان تحاول فتح اى اتصال مباشر، مشيرا في الوقت ذاته الى ان إدارة اوباما قد تتجه لفتح حوار مع دمشق لسهولة تحقيق السلام بين إسرائيل وسورية. وشدد اوباما في مؤتمر صحافي عقده بعد لقائه بوزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في مقر الخارجية الأميركية أمس، على أن تعيين ميتشل وهولبروك يؤكد التزام إدارته بالدبلوماسية التي وعد بها. وقال انه سيرسل ميتشل الى المنطقة «بأسرع وقت ممكن» لبدء العمل على اتفاق سلام دائم بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وأضاف ان إدارته ستدفع بقوة تجاه سلام دائم في المنطقة. وأكد اوباما على دعم إدارته لأمن إسرائيل, وقال ان حماس «عليها ان توقف إطلاق صواريخها على إسرائيل»، وان إسرائيل «ستكمل انسحابها من غزة»، وأضاف أن «الولايات المتحدة وشركاءها سيدعمون نظاما يحرم تهريب الأسلحة لكي لا تتمكن حماس من إعادة التسلح». إلا أنه في المقابل، قال إنه «قلق جدا» لخسارة أرواح من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وللمعاناة في غزة، وخصوصا المدنيين الذين لا يملكون ما يأكلون ويشربون ولا حتى أدوية. ودعا إلى فتح المعابر في غزة للسماح بإدخال المساعدات بشرط «مراقبتها». وثمن أوباما دور مصر في عملية وقف إطلاق النار في غزة، وقال: «لقد تحدثت مع الرئيس مبارك وعبرت له عن تقديري للدور المهم الذي لعبته مصر للتوصل إلى اتفاقية وقف إطلاق النار، ونحن نتطلع للدور القيادي لمصر وللشراكة معها للتوصل معا إلى وضع أسس لسلام شامل عبر التزام وقف تهريب الأسلحة من حدودها».

وقال أيضا إن المبادرة العربية للسلام تتضمن مبادرات «بناءة» يمكن أن تساعد على تقدم مساعي السلام. وأضاف: «الآن هو الوقت للدول العربية للتصرف انطلاقا من المبادرات التي وعدوا بها ودعم الحكومة الفلسطينية تحت رئاسة عباس ورئيس الوزراء فياض، واتخاذ خطوات باتجاه تطبيع العلاقات مع إسرائيل، والتصدي للتطرف الذي يهددنا جميعا». وتحدث أيضا عن دور الأردن في تدريب قوات الأمن الفلسطينية، وتغذية علاقتها مع إسرائيل، وقال إنها تشكل «مثالا» لهذه الجهود. وعن الوضع في أفغانستان، قال إن «الوضع خطير»، مشيرا إلى أن تحقيق تقدم يحتاج إلى الوقت.