طالبان تسيطر على منطقة باكستانية بـ«محطة إذاعية»

تبث فتاوى تحذر من مشاهدة القنوات الفضائية والغناء وحلق اللحى

TT

يستمع سكان وادي سوات في باكستان بخوف شديد، إلى حديث زعيم طالبان المحلي شاه دوران عبر جهاز الإرسال الإذاعي في كل ليلة حوالي الساعة الثامنة مساء، وهم يعرفون أن عدم الاستماع للمذياع قد يؤدي إلى الجلد أو قطع الرأس. ويتحدث شاه دوران عن التصرفات «غير الإسلامية» المحرمة، مثل بيع أسطوانات الـ «دي في دي»، ومشاهدة القنوات الفضائية، والغناء والرقص، وانتقاد طالبان، وحلق اللحى، والسماح للفتيات بالذهاب إلى المدارس. ويعلن أيضا أسماء الأشخاص الذين قتلتهم طالبان في الفترة الأخيرة بسبب انتهاكهم لأوامر طالبان، وهؤلاء الذين ينوون قتلهم. قال أحد سكان سوات: «إنهم يسيطرون على كل شيء عبر الراديو، والجميع ينتظر إذاعتهم». وعلى النقيض من المناطق القبلية الأخرى، يسكن وادي سوات 1.3 مليون نسمة ولديها تاريخ ثقافي ثري، وهي على مقربة من بيشاور وروالبندي وإسلام أباد العاصمة. وبعد أكثر من عام من القتال، تخضع جميع أراضي سوات لسيطرة طالبان فعليا. ويرى محللون أن الكابوس المتفاقم في سوات ملخص لمشاكل البلد، المتمثلة في حكومة مدنية غير مؤثرة وغير مستجيبة، بالإضافة إلى قوات عسكرية وأمنية تسمح طواعية، أمام السكان الغاضبين، للمسلحين بنشر الإرهاب داخل باكستان.

ويقول محمد شاه، العميد المتقاعد في الجيش الباكستاني، والذي كان مسؤولا عن الأمن في المناطق القبلية الغربية حتى عام 2006: «تكمن النقطة الأساسية في مشكلة أن الحكومة تبدو منقسمة حول ما يجب فعله. وهذا الانقسام بين أطراف القيادة السياسية زاد من جرأة المسلحين».