يزدي لـ«الشرق الأوسط»: إيران تحكمها اليوم طبقة من الأثرياء والحرس الثوري

عندما قالت زوجة شريعتي لأحمد الخميني: هل أصبح الإمام مثل الشاه؟.. هذه كارثة

TT

لا يكف إبراهيم يزدي، أول وزير خارجية إيراني بعد الثورة الإيرانية 1979، عن مراجعة نفسه، ومراجعة كل ما حدث في إيران خلال السنوات الثلاثين الماضية. وبالرغم من أنه تحدث لـ«الشرق الأوسط» عن أن الشعب الإيراني «يعد الخاسر الأكبر» بعد ثلاثين عاما من الثورة، وأن طبقة جديدة تحكم إيران من الحرس الثوري ورجال أعمال فاحشي الثراء، إلا أنه يفصل بين «الثورة» بوصفها «ثورة كلاسيكية» وبين «النظام الإيراني» حاليا، موضحا في الوقت ذاته أنه متفائل بالمستقبل. ويعترف يزدي أن المثقفين الإيرانيين يتحملون جزءا من المسؤولية عن الصدام مع التيار الديني في بداية دولة الثورة، موضحا «لم يستوعب المثقفون التشكيل السياسي للتيارات المشاركة في الثورة، ومكانة ودور وتأثير كل تيار. فقد قللوا من قدر التأثير الذي يتمتع به رجال الدين على عامة الشعب. وفي الوقت ذاته، بالغوا في تقدير نفوذهم». ويوضح يزدي أن الخاسرين الحقيقيين، بعد ثلاثين عاما من الثورة «هم أبناء الشعب. لقد دفعت بلادنا ثمنا غاليا للصراع والنزاع القائم بين فصائل الثورة المختلفة. وخسر رجال الدين نفوذهم التاريخي على الشعب، وارتكبوا خطأ استراتيجيا بتولي مناصب الحكم في الدولة». ويسترجع يزدي قصة الخلافات بين تيارات الثورة، وعمليات الاغتيال من الطرفين، وشل الدولة وترصد القوى المختلفة لبعضها البعض، وتصيد الأخطاء، وتبادل الاتهامات، وهى الأجواء التي ذكرت الإيرانيين بما كان يحدث خلال عهد الشاه. ويروي هاني فحص، الذي كان قريبا من الثورة الإيرانية وقيادتها لـ«الشرق الأوسط» «أذكر أنه في إحدى الليالي عقدت جلسة تشاورية في منزل المرحوم الدكتور علي شريعتي (أحد أهم منظري الثورة الإيرانية) حضرها المرحوم السيد أحمد الخميني، ابن الخميني، الذي خضع لاستجواب طويل وتفصيلي ومعقد يدور حول مخالفات الدولة أو السلطة لتقييم الثورة وأفكارها. وعندما حوصر أحمد الخميني قال: اعذرونا.. فالإمام معزول ومحاصر ومكتوف اليد. فقالت زوجة المرحوم شريعتي لأحمد الخميني: أنت تذكرنا بالشاه. فقد كان كثيرون وقتها يقولون إن الشاه جيد ويريد خيرا لكنه محاصر. فهل أصبح الإمام مثل الشاه؟ هذه كارثة».