تصادم غواصتين بريطانية وفرنسية.. كاد يتسبب في كارثة نووية

اعتبر الأسوأ منذ غرق الغواصة الروسية كورسك عام 2000

صورة مزدوجة للغواصتين البريطانية والفرنسية اللتين تعرضتا لحادث اصطدام في وقت سابق من الشهر الحالي (أ. ف. ب)
TT

أثار حادث اصطدام بين غواصتين نوويتين بريطانية وفرنسية في مياه الأطلسي، كُشف عن تفاصيله أمس، جدلا واسعا، إذ أن الحادث الذي كان يمكن أن تنجم عنه كارثة كبرى بسبب انفجار محتمل لذخائر تقليدية أو نشوب حريق، لم يقدم له الجانبان الفرنسي والبريطاني أي تفسير مقنع.

فقد قللت فرنسا من خطورته، وامتنعت وزارة الدفاع في بيان أصدرته عن الإشارة بدقة إلى تاريخ الحادث أو إلى مكان حصوله. وجاء في بيان وزارة الدفاع الفرنسية أن «غواصتين، واحدة فرنسية و الأخرى بريطانية، كانتا تقومان بعمليات دورية، قبل أيام في المحيط الأطلسي». ويضيف البيان أن الغواصتين «تلامستا عند غوصهما لفترة وجيزة وبسرعة متدنية»، مؤكدا أن الارتطام لم يؤدِّ إلى وقوع جرحى، كما «لم يؤثر على مهمتهما الردعية أو يهدد الأمن النووي».

أما عن الجانب البريطاني فقد أعلن اللورد الأميرال جوناثون باند قائد البحرية الملكية البريطانية، أن الحادث وقع في وقت سابق هذا الشهر، لكن لم تلحق أي أضرار بالأسلحة التي كانتا تحملانها. وقال باند في مؤتمر صحافي في لندن: «وقع احتكاك بين الغواصتين بينما كانتا تبحران بسرعة بطيئة للغاية. الغواصتان ما تزالان سالمتين ولم تقع إصابات»، مؤكدا أنه «لم يكن هناك أي تهديد للسلامة النووية».

ولا يزال التساؤل قائما حول إمكانية حدوث تصادم بين غواصتين متطورتين تابعتين لدولتين متحالفتين في المياه المفتوحة، وهو حادث نادر يمثل حرجا بالغا للبحريتين، رغم أن إمكانية وقوع حادث نووي كانت شبه معدومة.

واعتبر لي ويليت الخبير بالمعهد الملكي للدراسات الدفاعية والأمنية في لندن، أن الاحتكاك يرجع جزئيا إلى نظام التخفي الذي صُمّمت به الغواصتان. وأضاف: «الميزة الأساسية لغواصة ردع هي أن تكون سرية قدر الإمكان، حتى لا يمكن اكتشافها. الهدف منها أن تكون مثل جحور في المياه. ولذلك فليس مفاجئا عدم تمكن كل منهما من اكتشاف الأخرى». وقال: «هذه هي المرة الأولى على الإطلاق التي يقع فيها مثل هذا الحادث في تاريخ عمليات الغواصات البريطانية التي تعمل بالطاقة النووية». وقالت منظمة «الحملة من أجل نزع السلاح النووي» إن هذا أسوأ حادث تتعرض له غواصة نووية منذ غرق الغواصة الروسية كورسك في عام 2000.