الطيب صالح رحل مُهاجراً في الشمال.. ويدفن غدا في الجنوب

«عبقري الرواية العربية».. أحب «عرس الزين» واشتهر بموسم الهجرة

الكاتب والروائي السوداني الطيّب صالح
TT

فجع الوسط الثقافي العربي برحيل الكاتب والروائي السوداني والعربي الكبير الطيب صالح، فجر أمس، في العاصمة البريطانية، عن ثمانين عاما. واعتبر المثقفون العرب رحيله خسارة كبرى للفن الروائي العربي، الذي احتل فيه مكانة مميزة منذ منتصف ستينات القرن الماضي، حين نشر روايته الكبرى «موسم الهجرة إلى الشمال» لتحدث دويا هائلا في الأوساط الأدبية والنقدية، ولتتوج من بعد باعتبارها واحدة من أهم مائة رواية عالمية صدرت في القرن العشرين. وقد أصدر الراحل عدة روايات مهمة مثل «بندر شاه» في جزءين و«عرس الزين»، إلا أن اسمه اقترن بـ«موسم الهجرة إلى الشمال» وهو أمر ظل يضايق الراحل الكبير. وقال الأديب الراحل ذات مرة إن الناس اختاروا ربطه دائما برواية موسم الهجرة إلى الشمال رغم أنه يعتقد أنه كتب أعمالا أخرى أكثر تميزا في تقديره, ذكر منها «عرس الزين».

ورغم شهرته العالمية، ظل الطيب صالح معتزا بانتمائه الأفريقي السوداني، وثقافته العربية، مازجا - بإبداع نادر - بين التراث الإنساني العام والتراث المحلي. ويجمع نقاده العرب والأجانب، على أن الطيب صالح شكل علامة من علامات الأدب العربي والعالمي، لسبب جوهري، هو انطلاقه من بيئته المحلية إلى العالمية. وقد وصفه العديد من النقاد بـ «عبقري الرواية العربية».

وكان الطيب صالح قد أصيب قبل بضعة أشهر بجلطة في القلب، ثم انتقلت إلى المخ، مما جعله يمكث لفترة طويلة في العناية المكثفة، بمستشفى برومتون في وسط لندن، ثم نقل إلى مستشفى في ويمبلدون بالقرب من منزله بجنوب غربي لندن إلى أن فارق الحياة فجر أمس. ومن المتوقع وصول الجثمان إلى الخرطوم فجر الجمعة، حيث يتقبل العزاء فيه بمنزل شقيقه بشير صالح في مدينة النيل بأم درمان. ومن المقرر أن يدفن الراحل غدا.