سوذبي تلغي صفقة بيع مفتاح الكعبة المشرفة

بعد شكوك حول تاريخ أغلى قطعة فنية بيعت في سوق المزادات الإسلامية

TT

أعادت دار سوذبي للمزادات الفنية مفتاح باب الكعبة المشرفة، الذي يعود للقرن الـ 12 الميلادي، إلى مالكه الأصلي، بعد أن اكتشف خبراء الفنون الإسلامية انه ليس أصليا، وهناك شكوك حول تأريخه. وبيع مفتاح الكعبة في مزاد علني بلندن يوم 9 أبريل الماضي في مزاد غير مسبوق حقق أعلى المبيعات في سوق المزادات الفنية الإسلامية إذ سجل 9.2 مليون إسترليني، مسجلا بذلك رقما قياسيا جديدا لعمل فني إسلامي يباع في مزاد، وسط مضاربة محمومة شارك فيها العشرات من كبار المهتمين بالمقتنيات الإسلامية وخبراء الفنون وأصحاب المزادات الخاصة. وقد اشترى هذا المفتاح شخص مجهول في قاعة «سوذبي» للمزادات بلندن بمبلغ يزيد بنحو 18 ضعفا عن التقديرات المبدئية التي كانت متوقعة لثمنه. ويعود المفتاح إلى العصر العباسي، وهو مصنوع من الحديد، وطوله 37 سنتيمترا. وهو المثال الوحيد المعروف لمفتاح للكعبة يملكه فرد، والمفتاح منقوش عليه عبارة تقول: «إن هذا ما تم عمله لبيت الله الحرام خلال حكم الإمام ابن الإمام المقتدي أبي جعفر المستنصر أبي العباس عام 573 هجرية».وكان المفتاح معروضا في قسم الفن الاسلامي في دار المزادات قبل بيعه في أبريل (نيسان) الماضي. وقال خبراء في الفنون الإسلامية لـ«الشرق الأوسط» إن الشكوك أثيرت حول مصداقية المفتاح عقب ايام من صفقة البيع المثيرة، بسبب شكوك حول شكل الخط الكوفي المنحوت على المفتاح، وملاءمته للتاريخ الزمني للمفتاح، مع مقارنته بمفاتيح أخرى بيعت في مزادات سابقة. وكشفت مجلة «آرت» التي تهتم بأخبار المزادات الفنية على موقعها الالكتروني أمس، انه بالرغم من تكتم دار سوذبي على شخصية مالك مفتاح الكعبة، إلا أنه بريطاني من المهتمين بالمقتنيات الفنية الإسلامية. واللافت للانتباه أن سعر بيع المفتاح تجاوز سعر مبيعات القسم الاسلامي بالكامل في سوذبي لعام 2007، وهذا يثبت أن هناك طلبا على الفن الإسلامي، بحسب خبراء في المزادات الفنية. وهذا المفتاح هو الوحيد الذي أصبح ممتلكا شخصيا، فمفاتيح الكعبة الأخرى وعددها 58 موجودة في متاحف. وصرح مسؤولون من سوذبي «في ضوء التطورات الأخيرة في الآراء التي تلقيناها في أواخر مايو (أيار) الماضي، وما ترتب عليه من تباين في وجهات النظر الأكاديمية، فإن صالة المزادات الفنية قررت إلغاء بيع المفتاح في انتظار مزيد من البحث والتحليل العلمي». وقالت مجلة «آرت» إن مفتاح الكعبة بعد بيعه عرض على خبراء على أعلى مستوى في الفنون الاسلامية في «المتحف البريطاني» ومتحف «فكتوريا اند البرت» بلندن، ومتحف «الاشموليان» في مدينة أكسفورد، حيث خلصوا في تقريرهم النهائي إلى وجود شكوك ما حول قِدمه. وكان السعر المبدئي للمفتاح، بحسب خبراء الفنون الإسلامية، يشير إلى انه في حدود نصف مليون إسترليني، لكن المضاربة بين بريطانيين من خبراء المزادات أحدهما روبين ستارت متخصص في اعمال المستشرقين، قفزت بسعر المفتاح الى 9.2 مليون إسترليني، وزعمت شائعات في لندن ان الخبير الفني روبين ستارت اشترى المفتاح لحساب شخصية شرق اوسطية مهمة، وهو يبلع ثلاثة اضعاف سعر قطعة فنية بيعت لشيخ قطري في نفس الدار عام 1997. وكان الرقم القياسي السابق لعمل فني إسلامي يباع في مزاد لينبوع من البرونز على شكل أيل يعود إلى منتصف القرن العاشر بإسبانيا، وبيع في صالة كريستي للمزادات بـ3.6 مليون جنيه إسترليني. يذكر أنه إلى جانب المفتاح الذي بيع في صالة سوذبي هذا الأسبوع، هناك 58 مفتاحا مسجلا للكعبة كلها معروضة في متاحف، منها 54 في متحف «توبكابي» في إسطنبول، واثنان في مجموعة نهاد السعيد، وواحد في «متحف اللوفر» بباريس، وواحد في «متحف الفن الإسلامي» بالقاهرة.