العراق: 740 ألف أرملة حرب بلا معيل

يتحولن متسولات وبعضهن انتحاريات .. والحكومة عاجزة

أحمد حسن شرمل وأسرته المؤلفة من 30 فردا بينهم ثلاث أرامل يسكنون قاطرة واحدة (نيويورك تايمز)
TT

فيما تقدّر نسبة أرامل الحرب في العراق في المرحلة العمرية ما بين 15 ـ 80 عاما بـ1 لكل 11 امرأة ويقدر عددهن بنحو 740 ألفا، يقر مسؤولون بأن هذه النسبة وهذا الرقم لا يعكسان الحقيقة، وذلك على أساس العنف المتواصل وتشريد الملايين من الأفراد. بل إن تقريرا للأمم المتحدة قدر بأنه خلال أوج احتدام العنف الطائفي في العراق خلال عام 2006، بلغ المعدل اليومي للنساء الأرامل ما بين 90 ـ 100 امرأة. وفي السابق كانت الأسر والجيران والمساجد بالمدينة تعتني وترعى السيدات اللائي فقدن أزواجهن. لكن بعد أن دارت رحى الحرب، أشارت الحكومة ومنظمات الخدمة الاجتماعية إلى أن احتياجات النساء فاقت إمكانية المعونة المتاحة. وفي المدن الكبرى مثل بغداد، من الصعب للغاية تجاهل وجود أرامل الحرب، إذ يمكن رؤيتهن وهن يرتدين العباءات السوداء، متخللات صفوف السيارات ونقاط التفتيش الأمنية راجين الحصول على بعض الأموال لسد حاجتهن من الطعام. كما يقفن بالصفوف خارج المساجد أملاً في الحصول على البطاطين المجانية التي تقيهن البرد، وأحيانا ما يعبثن بين أكوام النفايات المتكدسة في الشوارع أملاً في الحصول على ما قد يفيد. ومنهن من يعشن مع أطفالهن في الحدائق العامة، أو داخل غرف الاستراحة في محطات الوقود. ويقول مسؤولون داخل هيئات الخدمة الاجتماعية إن الأرامل يُكرهن على «الزواج المؤقت». كما تحولت كثيرات منهن للبغاء والتسول، فيما انضم بعضهن إلى صفوف الانتحاريات مقابل الحصول على دخل ثابت. ويقدر الجيش العراقي أن عدد الأرامل اللائي تحولن إلى مفجّرات انتحاريات بالعشرات.