المصرفي الذي صفق له الكونغرس.. باع أسهمه بـ60 مليون دولار ووزعها على موظفيه

أوباما: ثمن الأزمة كبير لكن عدم التحرك سيكلف أكثر.. وسنكشف كلفة الوجود العسكري في العراق وأفغانستان

أوباما أثناء إلقاء خطابه أمام الكونغرس بمجلسيه الليلة قبل الماضية (رويترز)
TT

عندما ألقى الرئيس باراك أوباما خطابه الاول حول حالة الاتحاد والذي سيطر عليه الموضوع الاقتصادي أمام الكونغرس مساء اول من امس أشار إلى ليونارد أبيس رجل الأعمال الذي تسلم 60 مليون دولار من بيع نصيبه في أسهم في مصرف سيتي ناشيونال بانك في ميامي ووزعه على العاملين في البنك.

وعندما قام أبيس بهذا العمل الذي يتسم بالكرم المثير للدهشة في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، قال: «لم اشعر بالراحة من حصولي على المبلغ لنفسي». واشار اوباما الى هذه المشاعر قائلا «لقد تعلمت في حياتي أن الأمل ينبع في أماكن غير متوقعة، وان الإلهام لا يأتي عادة من أقوى الأشخاص أو أشهرهم، ولكن من أحلام وتطلعات الأميركيين العاديين». وأضاف اوباما أفكر في ليونارد أبيس، رئيس المصرف من ميامي الذي حصل على 60 مليون دولار بعدما ترك شركته، وأعطاها كلها إلى 399 شخصا يعملون لديه، بالإضافة إلى 72 شخصا آخرين كانوا يعملون لديه. ولم يقل لأحد، ولكن عندما علمت الصحيفة المحلية بالنبأ قال ببساطة «اعرف بعض هؤلاء الأشخاص منذ كنت في السابعة من عمري. ولم اشعر بالراحة من حصولي على المبلغ لنفسي».

وكان لهذه العبارات المثيرة للمشاعر تأثيرها، فقد هب أعضاء الكونغرس واقفين يصفقون لليو أبيس، الذي كان حاضرا ضيفا على السيدة الأولى ميشيل، ورفع أصبع سبابته تعبيرا عن شكره. ولكنه لم يكن حاضرا لوحده فقد انضمت إليه جنيفا لاوسون الموظفة في المصرف والبالغة من العمر 51 سنة وواحدة من المستفيدات من كرم ليو.

وفي محادثة هاتفية من واشنطن، قبل الخطاب، قال ابيس لصحيفة ميامي هيرالد انه يشعر بالتواضع «وبالعصبية بعض الشيء» بخصوص كل الاهتمام الذي حصل عليه.

وقد أثارت قصة ابيس ـ التي تأتي في وقت يتعرض فيه المصرفيون إلى انتقادات واسعة النطاق ـ اهتمام عدد من وسائل الإعلام حول العالم، وكان مصرف كاجا مدريبد الاسباني قد دفع 927 مليون دولار مقابل 83 في المائة من أسهم «سيتي ناشونال» في شهر نوفمبر الماضي. وقد احتفظ أبيس بنصيب محدود في المصرف ولا يزال يشغل منصب الرئيس التنفيذي.

من جهة اخرى حرص اوباما في خطابه على التأكيد على أن بلاده ستخرج «أقوى من السابق» من الأزمة المالية الاقتصادية، مستنداً إلى شعار الأمل الذي أوصله إلى البيت الأبيض.

وضمن وعوده بالسيطرة على الإفراط في الصرف، تعهد أوباما بأن «مشروع الميزانية الذي سأقدمه سيمتد على عشر سنوات ويشكل نفقات لم تكن تدرج من قبل طبقا لقواعد أصبحت بالية، وهذا يشمل النفقات الكاملة للمعارك في العراق وأفغانستان» موضحا: «نحن أمة تحارب منذ سبع سنوات ولن نخفي ثمن ذلك بعد الآن». وأضاف أنه سيوقف ممارسات الإدارة السابقة التي سمحت لوزارة الدفاع (البنتاغون) بمنح عقود هائلة خصوصا في العراق، من دون إعلان طلبات لاستدراج عروض. يذكر أن نائب الرئيس جو بايدن كان أعلن أن أوباما سيعلن يوم غد خططه في ما يخص سحب القوات الأميركية من العراق.

وحذر أوباما من أن إنقاذ المصارف الأميركية يمكن أن يكلف أكثر مما كان متوقعا ووعد بعدم التخلي عن قطاع السيارات عبر كشفه عن خطة طموحة لتجنيب البلاد انكماشا طويل الأمد. واعترف الرئيس الأميركي بأن الخطة التي أعلنت أخيرا لإنقاذ المصارف الأميركية «ستتطلب مبالغ كبيرة من الحكومة الفيدرالية وعلى الأرجح كل ما تمكنا من توفير». ولكنه أردف قائلاً: «إذا كان التحرك سيكلف ثمنا كبيرا جدا فإنني أؤكد لكم أن عدم التحرك سيكلف أكثر»، مشيرا إلى أن الاقتصاد الأميركي قد يحتاج إلى عشر سنوات ليتعافى.