5 مليارات دولار لإعمار غزة وآليات لإنفاقها.. ومبارك يحذر من استخدامها غنائم حرب

الفيصل: من غير المقبول أن يتم الإعمار وتأتي إسرائيل لتدمر ما بني * كلينتون: تعهدات من أبو مازن بألا تقع معوناتنا في «الأيدي الخطأ» * السلطة تطرح خطة من 53 صفحة

الرئيس مبارك يعانق بلير وأمامه ساركوزي وبان كي مون فيما يقف خلفه أبو مازن (أ.ب)
TT

تعهد المشاركون في مؤتمر إعادة إعمار غزة في شرم الشيخ بمصر بتقديم نحو خمسة مليارات دولار للفلسطينيين، وطالبوا بفتح المعابر الإسرائيلية مع قطاع غزة فورا. وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط في ختام المؤتمر الذي نظمته مصر والنرويج وعقد بمشاركة نحو 70 دولة: «تعهد المشاركون بمبلغ أربعة مليارات و481 مليون دولار أميركي للعامين القادمين، وكلها أموال جديدة مُنحت اليوم وتم التبرع بها اليوم». وتابع في المؤتمر الصحافي الختامي بالاشتراك مع رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض ووزير الخارجية النرويجي يوهانس ستور: «إذا ما أضفنا إلى هذا الرقم الأرقام التي أعادت بعض الدول التعبير عنها وتأكيدها على استمرارها في تحملها، يصل المبلغ إلى 5 مليارات و200 مليون دولار، وهو مبلغ تجاوز الكثير من حساباتنا». وكان أبو الغيط يشير إلى تعهدات أُعلنت خصوصا خلال قمة الكويت للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في يناير (كانون الثاني).

وقدمت السلطة الفلسطينية خطة مفصلة للإعمار من 53 صفحة بقيمة مليارين و800 مليون دولار تشمل مشاريع لإعادة إعمار غزة وعجز موازنة 2009. وأوضح أبو الغيط أن المساعدات ستقدم «من خلال حساب الخزانة الموحد (المالية الفلسطينية) والآليات والصناديق الإقليمية القائمة بالفعل».

ومن هذه الآليات تلك التي استحدثها البنك الدولي وبنك التنمية الإسلامي والآلية الموحدة لنداءات الأمم المتحدة. وقال إن المشاركين رحبوا باستعداد الاتحاد الأوروبي لوضع آلية المفوضية الأوروبية التي تقدم دعما مستهدفا للسلطة الفلسطينية (بيغاس)، تحت تصرف المانحين. واعتمدت هذه الآلية لتجنب وصول الأموال إلى حكومة حماس. من ناحيته، حذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن «الوضع في الشرق الأوسط أصبح منذرا بالخطر والانفجار أكثر من أي وقت مضى». وحدد مبارك في كلمة خلال افتتاح المؤتمر 5 أولويات، من بينها سرعة التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، وتحقيق المصالحة بين السلطة الفلسطينية والفصائل، وتشكيل حكومة وفاق وطني تتولى الإشراف على إعادة الإعمار بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية، وأن لا يُتعامل مع الموارد المالية كغنائم حرب. وأكد وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل في كلمته أن الخيار بين السلام والحرب الذي قدمته مبادرة السلام العربية لإسرائيل لن يكون مفتوحا في كل وقت. ولفت الفيصل إلى أن إعادة إعمار غزة لن تكون مجدية أو مفيدة في ظل افتقاد الأمن والاستقرار. وقال: «إنه من غير المقبول أن يتم الإعمار وتأتي إسرائيل لتدمر ما بُني وتحيله إلى ركام»، موضحا أن السلام والاستقرار والتنمية أبعاد متلازمة ومترابطة. الى ذلك قالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي تعهدت بلادها بتقديم 900 مليون دولار، إن هذه المساعدات التي سيذهب منها 300 مليون دولار إلى غزة «لا يمكن فصلها عن جهودنا الأوسع من أجل الوصول إلى سلام شامل». وقالت إنها حصلت على «ضمانات» من الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأن لا «تقع المساعدات في الأيدي الخطأ».