الرئيس السوداني منتقدا الغرب: سنغيظكم.. ونطيِّر شياطينكم

قال إن أزمة دارفور عادية لولا تدخل القوى الغربية لإشعالها * الخرطوم تعد بيان «الرفض»

لافتات اعلانية مؤيدة للرئيس السوداني في احد شوارع الخرطوم أمس (أ.ف.ب)
TT

تبارى المسؤولون السودانيون أمس، في توجيه انتقادات عنيفة إلى «الدول الغربية والولايات المتحدة»، فيما بلغت حالة الترقب والانتظار في العاصمة السودانية، أقصى درجاتها قبل 24 ساعة من جلسة للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاي، التي تعلن فيها موقفها من مذكرة توقيف الرئيس السوداني عمر البشير. ووصف البشير العدالة الدولية بـ«الكذب»، واعتبرها كلمة حق أريد بها باطل. وسخر وهو يخاطب حشدا من أبناء شرق السودان في الخرطوم، ممن وصفهم بالطامعين في خيرات البلاد، وقال «من يطمع في موارد وخيرات السودان عليه أن يجرِب لحس كوعه»، وتوعد أعداءه بأنه لن يفعل إلا ما يزيد غيظهم و«يطيِّر شياطينهم», قائلا إن أزمة دارفور عادية لولا تدخل القوى الغربية لإشعالها. وقال مصدر حكومي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن الحكومة أعدت خطة ممتدة لمقاومة أي قرار بتوقيف البشير. وكشف أن الحكومة «أعدت كل شيء وتحسبت لكل شيء، حتى البيان الحكومي الذي يرفض القرار ويحرض الناس على مقاومة مستمرة له».

من جانبه، وصف علي عثمان محمد طه، نائب الرئيس السوداني، المحكمة الجنائية بأنها أداة استعمارية لتحقيق مصالح دول بعينها، وقال إن «المعركة ستكون طويلة»، وقال وهو يخاطب جماهير بلدة «أبو جبيهة» في غرب السودان إن الجنائية لن تدفع بالحكومة للدخول إلى الخنادق، وأضاف: «سنحاصر قراراتها بالتنمية». ودافع طه بشدة عن الرئيس البشير، وقال: «نحنا لا نقدس الرجال، لكن البشير رمز سيادتنا.. والمساس به مساس بكرامة الوطن»، ومضى: «لن نقاوم الجنائية بالهتافات والاحتجاج ولكن بالبناء السياسي والاقتصادي».

إلى ذلك، هدد وزير الدفاع السوداني عبد الرحيم محمد حسين، بـ«تحطيم» المحكمة الدولية، حتى لا تصبح أداة لتحطيم الدول، حسب تعبيره. وبث حسين أمام حشد في الخرطوم تطمينات للمواطنين بأن «الدنيا لن تنقلب في الرابع من مارس (آذار)»، في إشارة إلى الموعد المضروب لإعلان قرار قضاة المحكمة بحق البشير، لكن حسين لم يوضح كيف سيتم تحطيم المحكمة.

وانشغلت الخرطوم أمس بترحيل الآلاف من المواطنين والمسؤولين إلى موقع سد مائي على نهر النيل (شمال السودان) يعرف بـ«سد مروي» يعد الأكبر في أفريقيا، للاحتفال ببدء إنتاج الكهرباء في البلاد. وأعلن البشير أن الاحتفال الكبير الذي سيقام اليوم في مدينة «مروي» يجيء ردا عمليا على ادعاءات الجنائية التي تستهدف إيقاف عجلة التنمية بالبلاد والنمو المضطرد للاقتصاد، وقال:«هذا الاستهداف لن يزيدنا إلا قوة وعزيمة لاستغلال مواردنا التي يطمع أعداء السودان فيها».