فيما بدأ العد التنازلي لقمة العشرين التي ستعقد في لندن الخميس المقبل لبحث إجراءات منسقة حول الأزمة المالية والاقتصادية العالمية، ظهرت على السطح ملامح معركة بين القوى الاقتصادية الكبرى في العالم حول مستقبل الدولار كعملة تجارة دولية بعد الأزمة المالية الحالية, وسارع المسؤولون الأميركيون إلى الدفاع عن الدولار وتأكيد تمسك الولايات المتحدة به كعملة تجارة دولية. وأعلن وزير الخزانة الاميركي تيموثي غايتنر أمس أن الدولار لا يزال العملة الرئيسية للاحتياط العالمي، مؤكدا أن الولايات المتحدة ستعمل على أن يبقى كذلك.
وقال غايتنر في كلمة أمام مجلس الشؤون الخارجية، في نيويورك «اعتقد أن الدولار لا يزال عملة الاحتياط المرجعية واعتقد انه سيظل طويلا كذلك». وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما أكدد في مؤتمر صحافي ليلة أول من أمس على قوة الدولار، رافضاً اقتراح الصين القلقة على استثماراتها البالغة نحو تريليون دولار في الولايات المتحدة بإنشاء عملة عالمية جديدة تحت إشراف الصندوق الدولي. وكان محافظ البنك المركزي الصيني تشو كسياوشوان أطلق الطلقة الأولى أول من أمس في معركة مستقبل الدولار، إذ دعا إلى اعتماد عملة جديدة للاحتياطات الدولية بدل الدولار في نظام يوضع تحت إشراف صندوق النقد الدولي. واعتبر المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس في باريس أمس أن النقاش المتعلق بإنشاء عملة احتياط دولية جديدة تحل محل الدولار أمر مشروع، بعد اقتراح بهذا المعنى تقدمت به الصين. وفي المنامة حيث اجتمع محافظو البنوك المركزية لدول الخليج الست، قال محمد الجاسر محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي أمس إن السعودية لا تزال تعتقد أن الدولار هو عملة الربط المناسبة في الوقت الحالي وان السعودية على ثقة من نهج التعامل الاميركي مع الأزمة العالمية. كما قال محافظ بنك الإمارات المركزي إن العملة الخليجية الموحدة الجديدة قد يجري ربطها بالدولار.