قمة العشرين: مظاهرات ودبلوماسية.. وواشنطن ولندن تواجهان خطوطا حمراء فرنسية ـ ألمانية

أوباما يهون من الخلافات وبراون يحدد 5 معايير للنجاح * الصين لم تطرح قضية الدولار

قادة مجموعة الـعشرين وبينهم الملك عبد الله بن عبد العزيز في لقطة جماعية مع الملكة إليزابيث الثانية ملكة بريطانيا التي استقبلتهم في قصر باكينغهام أمس (أ.ب)
TT

تنطلق قمة دول العشرين في لندن رسمياً صباح اليوم، حيث سيكون أمام قادة دول العشرين يوم عمل حاشد وسط ترقب من دول العالم للقرارات التي سيتخذونها في مواجهة أسوأ أزمة اقتصادية دولية منذ نحو 60 عاماً. ووسط حركة دبلوماسية مكثفة من قبل القادة أمس ولقاءات جانبية بريطانية ـ أميركية، وأميركية ـ روسية، وأميركية ـ صينية، بدا أن هناك عشية القمة جبهتين؛ الأولى أميركية ـ بريطانية، والثانية فرنسية ـ ألمانية. ويرأس وفد السعودية، وهي العضو العربي الوحيد في قمة العشرين، خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز. وقد استقبلت ملكة بريطانيا الملكة إليزابيث الثانية مساء أمس خادم الحرمين الشريفين مع القادة المشاركين في القمة.

وفي مؤتمر صحافي مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في لندن فور وصولهما إلى لندن، قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إن هناك ثلاثة «خطوط حمراء»، إذا لم يتم العمل عليها في التفاوض ستعتبر القمة فاشلة. وهذه الخطوط الحمراء هي: الملاذات الضريبية، ووكالات التصنيف الائتماني، وصناديق التحوط. وأضاف أن إقرار مجموعة العشرين «قانوناً جديداً» للنظام المالي الدولي هو أمر «غير قابل للتفاوض» بالنسبة إلى فرنسا وألمانيا. وشدد على التحالف مع ألمانيا، قائلا: «ستتكلم ألمانيا وفرنسا بصوت واحد، أهدافنا هي نفسها حول المبادئ كما حول التفاصيل. نطالب بنتائج، في واشنطن طرحنا مبادئ، وفي لندن نريد أموراً ملموسة ونتائج».

وحدد رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون خمسة معايير لتحديد نجاح القمة. وقال براون في مؤتمر صحافي مع الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس: «خمسة اختبارات لقمة العشرين وخمسة اختبارات للعالم، وإذا نجحنا فيها سنخلق إجماعاً جديداً للعالم». وأوضح أن هذه الاختبارات ستعتمد على اتفاق القادة المجتمعين في لندن على تنظيم المصارف واتخاذ إجراءات لتنمية الاقتصاد ودعم النمو في أسواق الدول النامية ورفض الحمائية والالتزام بالتعهدات لتقديم المساعدات للفقراء.

وبعد لقائه مع براون، هون أوباما من الخلافات قائلا: «نريد التطلع إلى الأمام بدلاً من الخلف» وأضاف: «البعض يلام ولكن الكل يتحمل المسؤولية». وكان أوباما محور الحركة الدبلوماسية أمس، إذ أجرى سلسلة من اللقاءات الثنائية على هامش القمة، والتقى بالرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف والرئيس الصيني هو جينتاو للمرة الأولى منذ توليه منصب الرئيس. وعلى الرغم من إعلان أوباما وجود «مشاكل حقيقية» مع روسيا، فإنه استطاع التوصل إلى اتفاق لخفض الرؤوس النووية. وفي اللقاء مع الزعيم الصيني لم تطرح قضية الدولار، والتي كانت الصين أثارتها حوله. ويلتقي خادم الحرمين الشريفين أوباما اليوم في أول لقاء يجمعهما على هامش القمة.

وعشية القمة عاشت شوارع المركز المالي للندن ساعات من الفوضى مع تظاهرات لمناهضي العولمة أدت إلى صدام عنيف بين الشرطة والمتظاهرين.