قمة العشرين تدخل التاريخ بتريليونات الدولارات.. ونظام عالمي جديد

خادم الحرمين وأوباما يبحثان القضايا الإقليمية وإنعاش الاقتصاد العالمي والرئيس الأميركي يعتبر القمة نقطة تحول في الأزمة * براون: اتفاقات من 6 نقاط رئيسية * 1.1 تريليون دولار لصندوق النقد والتجارة الدولية وإجراءات لتنظيم الأسواق * العساف: ندرس إصدارا جديدا لحقوق السحب الخاصة

الملك عبد الله بن عبد العزيز وأوباما في لقائهما أمس في لندن (رويترز)
TT

اختتم قادة دول مجموعة العشرين قمتهم في لندن لإنقاذ الاقتصاد العالمي من أسوأ أزمة منذ الثلاثينات بتسوية وصفت بأنها تاريخية تعهدوا فيها بضخ ما يصل إلى 1.1 تريليون دولار إلى صندوق النقد الدولي وتمويل التجارة الدولية لمساعدة الدول النامية على تجاوز الأزمة، وذلك بخلاف 5 تريليونات دولار أخرى ستنفقها دول في مجموعة العشرين لتحفيز اقتصادياتها حتى العام المقبل، وقرارات أخرى تشكل بداية نظام دولي جديد كما وصفها غوردن براون رئيس الوزراء البريطاني مستضيف القمة، وتشمل نشر قائمة سوداء بالدول غير المتعاونة في مكافحة التهرب الضريبي مؤكدة أن عهد السرية المصرفية قد ولى. وبين الإجراءات مضاعفة موارد صندوق النقد الدولي ثلاثة أضعاف، إلى 750 مليار دولار، والسماح له بإصدار حقوق سحب خاصة بقيمة 250 مليار دولار، والسماح له أيضا بتسييل احتياطيه من الذهب لمساعدة الدول الأكثر فقرا.

كما أقرت القمة تخصيص 250 مليار دولار لدعم تمويل التجارة من أجل النهوض بالتبادل التجاري الدولي. كما شملت الاتفاقات تشديد الرقابة على صناديق التحوط وآلية لمراقبة الأسواق المالية، وكذلك إجراءات خاصة بمكافآت المصرفيين.

وعلى هامش القمة عقدت قمة سعودية ـ أميركية تمثل أول لقاء بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس الأميركي باراك أوباما منذ تسلمه الرئاسة حيث استقبله الملك عبد الله في المقر المعد له في مركز «اكسل» الدولي للمؤتمرات, وبحثا الجهود الدولية المبذولة لإنعاش الاقتصاد العالمي ليتجاوز الأزمة، وتطورات الأحداث على الساحتين الإقليمية والدولية وفي مقدمتها الوضع في فلسطين وضرورة تحقيق السلام العادل والشامل الذي يضمن للشعب الفلسطيني إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وفقا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية. كما التقى خادم الحرمين الشريفين عددا آخر من قادة الدول في مجموعة العشرين بينهم رئيس البرازيل ورئيسا وزراء تركيا والهند وأمين عام الأمم المتحدة بان كي مون. وفي مؤتمر صحافي عقده عقب ختام القمة، وصف أوباما النتائج التي توصل إليها القادة بأنها «نقطة تحول» في معالجة الأزمة الاقتصادية، وقال «اليوم تعلمنا دروس التاريخ». أما براون فأعلن «انتهاء توافق واشنطن» وهو المصطلح الذي يشير إلى الحرية التامة للسوق ومنع التدخل في عملها، وكشف براون عن ست نقاط اتفق عليها القادة. وعلى الرغم من أنه لم يتم الإعلان عن إصلاحات شاملة للمؤسسات النقدية العالمية، فإن براون أكد بداية النقاشات حول هذه القضية من أجل طرحها مجددا في القمة المقبلة. كما انه تم الإعلان عن استبدال منتدى الاستقرار المالي بـ«مجلس الاستقرار المالي». ورحب براون بانبثاق «نظام عالمي جديد» من الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة.

وبينما قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن «القمة توصلت إلى تسوية تاريخية لأزمة استثنائية»، أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، الذي كان من المتشككين في إرضاء كل الأطراف بسبب خلافات في وجهات النظر حول طرق حل الأزمة، عن ارتياحه للنتائج التي خلصت إليها القمة في ضبط النظام المالي الدولي معتبرا هذه النتائج «أكثر مما كان يمكن أن نتخيل». من ناحيته، أعلن المدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس ـ كان، أن القمة خرجت بقرارات تشكل مجتمعة «أكبر خطة نهوض اقتصادي موحدة على الإطلاق». وقال ستروس ـ كان: إن الاقتصاد العالمي «كان بحاجة أيضا إلى التنظيم.. لأن هذا الأمر يعيد الثقة إليه».

واعتبر رئيس الوزراء الياباني تارو اسو أن مجموعة العشرين وجهت «رسالة قوية جدا» لاستئناف نمو الاقتصادات العالمية الرئيسية.

وبعد ساعات من انتهاء القمة نشرت منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية على موقعها الالكتروني لائحتين، سوداء ورمادية، بالملاذات الضريبية.

وفي مؤتمر صحافي مساء أمس أكد الدكتور إبراهيم العساف وزير المالية السعودي الحاجة إلى تسهيل الإقراض من قبل الصندوق الدولي مشيرا الى ان السعودية لم تساهم في الزيادة التي تقررت في موارده لكنها تدرس الخيارات المتاحة في الأمر، منها إصدار جديد من حقوق السحب الخاصة.