الخرطوم: سمعنا كلاماً طيباً من مبعوث أوباما.. وواشنطن تخطط لـ«نيفاشا جديدة»

صيادون يشكون: زوارق حربية مجهولة لا تزال تقصف في شرق السودان > الترابي: اتصالاتي مع مصر لا تعني أن الأبواب فتحت

سكوت غرايشن موفد الرئيس الأميركي إلى السودان خلال لقاءاته المتعددة التي استمرت 10 أيام في السودان (أ.ب)
TT

قالت مصادر مطلعة في الخرطوم إن الإدارة الأميركية بصدد إطلاق مبادرة جديدة لتحقيق السلام في إقليم دارفور، تحت رعايتها الكاملة، تحتضنها كينيا وتكون على غرار مفاوضات نيفاشا التي حققت اختراقاً تاريخياً بإنهاء حرب الجنوب التي استمرت عقوداً وانتهت بتوقيع اتفاق سلام عام 2005، وذلك بعيداً عن مفاوضات الدوحة التي عقدت أخيراً بين الحكومة السودانية وأحد الفصائل المسلحة في الإقليم. وقالت المصادر إن المبعوث الأميركي الخاص للسودان سكوت غرايشن، الذي أنهى زيارة للسودان استمرت 10 أيام، طرح «روشتة» من ثلاثة بنود لتطبيع العلاقات بين الخرطوم وواشنطن، وحل الأزمات السودانية خلال فترة زمنية لا تتعدى 6 أشهر، من بينها انتهاج الحياد والبعد عن سياسة الاستقطاب.. والحل المتكامل، وقالت إن غرايشن متفائل بالتوصل إلى حل وإنه سيعود مطلع الشهر المقبل لاستكمال مباحثاته. وأنهى غرايشن زيارته بمحادثات أجراها مع علي عثمان محمد طه نائب الرئيس. وعلمت «الشرق الأوسط»، أن الولايات المتحدة طلبت من السودان تقديم مساعدات، تسمح باستخدام مياهها على البحر الأحمر، للبوارج الأميركية التي تعمل من أجل التصدي لعمليات القرصنة على السواحل الصومالية، ولم تستبعد مصادر تحدثت إلى «الشرق الأوسط»، أن يكون غرايشن طرح هذا الطلب على طه أثناء اللقاء. وقال الدكتور غازي صلاح الدين العتباني، مستشار الرئيس السوداني، للصحافيين، عقب لقاء طه وغرايشن «سمعنا كلاماً طيباً من المبعوث الأميركي وأوضحنا له أنه من أجل أن تلعب الولايات المتحدة دوراً إيجابياً لابد أن تكون علاقتها إيجابية مع السودان». إلى ذلك اشتكى صيادو الأسماك في شرق السودان، من أن زوارق حربية مجهولة الهوية لا تزال تقصف قواربهم في مياه البحر الأحمر، وتمنعهم من ممارسة نشاطهم داخل البحر. وقال مسؤول في تنظيم «مؤتمر البجا» السياسي في شرق السودان لـ«الشرق الأوسط» إن نحو 5 آلاف من صيادي الأسماك باتوا شبه متوقفين عن العمل.

من جهة ثانية كشف الدكتور حسن عبد الله الترابي، الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي المعارض، أن حزبه على اتصالات بالمسؤولين في مصر لحل مشكلة دارفور، مشيراً إلى أن القاهرة تنتقد النهج القطري في مفاوضات سلام دارفور، ودعت إلى تجميع كافة القوى السياسية والحركات المقاتلة وفعاليات المجتمع المدني للمشاركة في مفاوضات على أراضيها تختلف عن النهج الثنائي المتبع في قطر، لكن الترابي نوه في هذا الشأن إلى أن اتصالاته مع القاهرة لا تعني أن «أبواب مصر فتحت للترابي».