الجزائر: مظاهرات في «القبائل» تطالب بوتفليقة بإعلان الأمازيغية لغة رسمية

أحزاب معارضة: ما أنجز لمنطقة القبائل.. قطرة في بحر

TT

رفع آلاف المتظاهرين بكبرى منطقة القبائل الجزائرية، أمس، مطلبا ملحا للرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد 24 ساعة من بداية ولايته الثالثة، يتعلق بإعلان الأمازيغية لغة رسمية. واستبعدت مصادر حكومية تجاوب السلطات مع المطلب، فيما كان الرئيس وعد خلال حملة انتخابات الرئاسة الماضية، بإنشاء «أكاديمية للأمازيغية».

وكان أنصار «ترسيم الهوية الأمازيغية» نظموا مسيرة كبيرة، جابت شوارع مدينة تيزي وزو (110 كلم شرق العاصمة)، دعت إليها «الحركة الثقافية البربرية»، ضمن احتفالات سنوية يشارك فيها الآلاف منذ أحداث «الربيع الأمازيغي» التي وقعت في 20 أبريل (نيسان) 1980 والتي شهدت مشادات عنيفة بين قوات الأمن والمئات من المدافعين عن الثقافة الأمازيغية خلفت قتلى وجرحى.

وشارك في المسيرة أشخاص محسوبون على «حركة الحكم الذاتي في القبائل»، غير المعتمدة التي يقودها المطرب فرحات مهني المقيم بفرنسا، حيث رفعوا شعارات معادية للسلطات. وأبلغ مسؤولو «الحركة البربرية»، صحافيين أن دعاة الحكم الذاتي غير معنيين بالمسيرة وأنهم «تسللوا إلى التظاهرة لتمرير أفكارهم الانفصالية التي لا نقرها ونرفضها».

وغابت عن المسيرة الأحزاب المتجذرة بالمنطقة، خاصة «التجمع من أجل الثقافة والديمقراطية» و«جبهة القوى الاشتراكية» وهما حزبان يمثلان المعارضة. ويعود غيابهما غير المعهود عن مظاهرات «الربيع الأمازيغي»، إلى مشاكل داخلية تدوم منذ سنوات تسببت في تراجعهما على الصعيد الشعبي. ودعا المتظاهرون الحكومة إلى جعل الأمازيغية لغة رسمية في الدستور مثل اللغة العربية، وانتقدوا «غياب الإرادة السياسية للتكفل بجد بمطلب الهوية الأمازيغية», فيما اعتبرت أحزاب معارضه ما أنجز لمنطقة القبائل قطرة في بحر.

وجرت المسيرة في جو هادئ، فيما توقع مراقبون عشية المسيرة احتمال حدوث مناوشات بين قوات الأمن والمتظاهرين الذين طالبوا بـ«معاقبة الذين قتلوا شهداء الربيع الأسود»، في إشارة إلى معارك عنيفة بين قوات الدرك الوطني والمئات من سكان منطقة القبائل في ربيع 2001.