«مجاعة خفية» في غزة.. و2008 الأكثر دموية للفلسطينيين

فتح وحماس تستأنفان الحوار في القاهرة وسط أجواء تشاؤم

طفلان فلسطينيان ينتظران مع والديهما دورهما لملء اوعيتهما من ماء سبيل في مدينة رفح جنوب غزة امس (ا ف ب)
TT

يشهد قطاع غزة ملامح «مجاعة خفية» أهم سماتها النقص الحاد في البروتين الذي تتضمنه وجبات الطعام. وأعاد الدكتور محمد الأغا وزير الزراعة في الحكومة المقالة في حديث لـ «الشرق الأوسط»، السبب إلى عدم سماح إسرائيل بدخول اللحوم الحمراء الطازجة ومنع صيادي الأسماك من الصيد في عرض البحر، ومنع إدخال اللقاحات اللازمة للثروة الحيوانية، فضلاً عن تدمير الكثير من مزارع الدواجن اللاحم والبيّاض ومزارع المواشي والأبقار خلال الحرب. وحذر الأغا من أن الأطفال من 3 إلى 15 عاماً، سيكونون الأكثر تضرراً. وتوقع أن يصبح أطفال غزة أقل وزناً وأكثر قصراً، إلى جانب تقلص قدرتهم على التحصيل العلمي. ويتزامن ذلك مع ما قاله مدير مؤسسة إنسانية فلسطينية، عن أن عام 2008 كان الأكثر دموية في تاريخ الشعب الفلسطيني منذ نكبة 1948. وحسب راجي الصوراني مدير«المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان» فقد بلغ إجمالي قتلى العام الماضي 868 فلسطينياً، منهم 820 (94.5%) من غزة. وأصيب في الفترة نفسها 2260 شخصاً، بينهم 1736 من غزة، ونحو 524 شخصاً من الضفة.

إلى ذلك تستأنف وسط أجواء من التشاؤم في وقت لاحق من اليوم في القاهرة الجلسة الرابعة وربما الأخيرة من الحوار الثنائي بين حركتي حماس وفتح تحت الرعاية المصرية. وسيتركز الحوار في هذه الجلسة على قضايا الخلاف الرئيسية وهي برنامج الحكومة والنظام الانتخابي (النسبي أم الدوائر) وإعادة هيكلة منظمة التحرير الفلسطينية إضافة إلى أجهزة الأمن. ولا يرى سعيد تيم، (صاحب مكتبة)، أن الطرفين جاهزان للتوصل لاتفاق ينهي حالة الانقسام. وقال لـ «الشرق الأوسط» «شهدت الكثير من الشعوب في العالم مشاكل داخلية أكثر بكثير مما تعرضنا له، وتمكنت من استعادة الوحدة، أما قياداتنا فليست مستعدة بعد لهذه اللحظة». ويعتقد المدرس سهيل زاهر أن حوار اليوم لن يختلف عن الحوارات السابقة، وسينتهي إلى الفشل. وقال لـ «الشرق الأوسط» «سيتحتم على الفلسطينيين التعايش مع الانقسام لوقت طويل».