«مغارة الجنوب» السعودية.. «القاعدة» على الطريقة الأفغانية

3 مراحل اتبعتها «الشرق الأوسط» للوصول إليها.. والأمن يضبط بزات عسكرية ومظلات هبوط

TT

ما بين حلم إحياء التجربة الأفغانيـــة، والتــخطيط لمهاجمة مصالح السعودية، تأرجحت اهتمامات ما باتت تعرف بـ«خلية مغارة الجنوب»، التابعة لتنظيم القاعدة، التي عطلت السلطات السعودية نشاطها مطلع أبريل (نيسان) الماضي، وكشفت عن وجود ارتباطات خارجية لها مع مجموعات مسلحة تنشط على الأراضي اليمنية. وتقع مغارة خلية الجنوب المفككة، على بعد ساعتين من مدينة أبها، وهو الوقت الذي استغرقته «الشرق الأوسط» للوصول إلى المنطقة الجبلية الوعرة، التي لا يمكن الدخول إليها إلا عبر سيارات الدفع الرباعي.

ومما يعزز وجود رغبة لدى خلية المغارة لإعادة إحياء تجربة أفغانستان في سلسلة جبال السروات الوعرة، إلقاء القبض على المطلوب سعيد مقبول العمري، ضمن الخلية المفككة، وهو أحد المطلوبين على قائمة كانت تضم 26 إرهابيا خطرا، ممن سبق لهم القتال في صفوف القاعدة على الأراضي الأفغانية، وكانت تبحث عنهم السعودية بعد ما بات يعرف بتفجيرات 12 مايو (أيار) الشهيرة، التي استهدفت مجمعات سكنية يقطنها غربيون وعرب.

وعلمت «الشرق الأوسط»، أن من بين ما تحفظت عليه سلطات الأمن في المغارة، بزات وخوذات عسكرية، ومظلات (باراشوت) لتأمين هبوط العناصر الإرهابية للسهول، في حال تمكنوا من نقل معاركهم التي كانوا ينوون الدخول فيها مع أجهزة الأمن لقمم الجبال.

ويمكن القول إن مغارة الجنوب، كانت قريبة نسبيا من المنطقة الحدودية الفاصلة بين السعودية واليمن، حيث يوجد في هذه الأخيرة قرابة 26 مطلوبا تطاردهم الرياض، لضلوعهم في أنشطة متفرقة لتنظيم القاعدة، ضمن 85 آخرين موزعين على الأراضي الإيرانية والعراقية واللبنانية والسورية. وتطل المرتفعات الجبلية، التي استغل عناصر الخلية الإرهابية أحد مغاراتها، بحسب واحد ممن رافقوا «الشرق الأوسط» في هذه الزيارة، على القرية التي يسكنها سعيد الشهري، وهو أحد من استعادتهم الرياض مؤخرا من غوانتانامو، وواحد من 4 ظهروا في شريط فيديو لتنظيم القاعدة في اليمن يهدد بهجمات ضد السعودية.

قسمت خطة الوصول إلى مغارة خلية «القاعدة»، التي سبق للجهات الأمنية أن كشفت وجود صلات خارجية لها، لـ3 مراحل، الأولى والثانية، تم فيها استخدام سيارات الدفع الرباعي عبر طرق برية سالكة وأخرى وعرة، أما المرحلة الثالثة، فكانت تتطلب السير على الأقدام، وذلك لاستحالة وصول السيارات إلى تلك المنطقة.