بريمر في حوار صريح لـ«الشرق الأوسط»: الأكراد هددوا بالانفصال إذا أعيد جيش صدام

الحاكم الأميركي السابق للعراق: قرار اجتثاث البعث كان صحيحا.. لكن تطبيق العراقيين كان خاطئا * معظم الإرهابيين جاءوا من سورية بعلم حكومتها.. وكانوا يجندون سعوديين ومصريين ويمنيين

بول بريمر
TT

قال الحاكم المدني الأميركي بعد غزو العراق بول بريمر في حوار مطول مع «الشرق الأوسط» هو الأول من نوعه منذ أصدر كتابه «سنة في العراق» الذي صدر في نوفمبر (تشرين الثاني) 2006 إن الأكراد في العراق هددوا بالانفصال ما لم يحل الجيش العراقي بعد سقوط نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، مشددا على أن قرار حل الجيش لم يكن قرارا خاطئا، وأن البنتاغون والبيت الأبيض دعما القرار. وأوضح بريمر: «السؤال الذي واجهنا ليس حل الجيش، والكلمة الصحيحة ليست «حل الجيش العراقي» بل «إعادة استدعاء» الجيش العراقي. نحن لم نستعمل هذا التعبير «حل الجيش» وهو خطأ.. كان الجيش العراقي يضم نحو 12 ألف جنرالا، في حين أن الجيش الأميركي فيه 307 جنرالا فقط، لذلك كان أمرا صعبا استدعاء هذا الجيش للخدمة». وتابع: «في الوقت الذي تركت فيه العراق كان نحو 80% من الجنود في الجيش الجديد من الجيش القديم و100% من الضباط كانوا من الجيش القديم. وجميع الضباط الذين لم يقبلوا في الجيش الجديد نظرا لصغر حجمه تلقوا تعويضات.. لكن لا أفهم لماذا هذا الجدل. كان الأكراد واضحين، قالوا لنا إن إعادة جيش صدام حسين سيعني أنه لن يكون هناك عراق مستقل وديمقراطي. وهددوا بالانفصال عن العراق. وكان تحليلي أنه إذا حدث ذلك، فستنفجر حرب إقليمية في المنطقة يتورط فيها جيران العراق». كما دافع بريمر عن قرار اجتثاث حزب البعث، موضحا أن القرار كان صائبا، لكن تنفيذ السياسيين العراقيين له كان خاطئا. وقال ان الخطأ الذي ارتكبته هو أنني طلبت من السياسيين العراقيين تطبيق ذلك القرار. وكشف بريمر أن إيران لم تكن تشكل مشكلة بالنسبة للقوات الأميركية في العام الأول بعد سقوط صدام، وأن سورية كانت مصدر الصداع الأساسي، موضحا ان «الامر مع سورية كان مختلفا». وأشار الى انها كانت تعتبر مشكلة كبيرة. وقال ان « الذين اعتقلناهم من الذين يقومون بهجمات إرهابية كبيرة وعمليات انتحارية يأتون من سورية. وعرفنا بعد أن اعتقلنا بعضهم أنهم يجندون انتحاريين من السعودية واليمن ومصر وشمال أفريقيا».وقال لا يوجد شيء يمكن أن يحدث في سورية ولا تعرف به الحكومة لأن سورية بلد مغلق.