التوازن الشيعي في لبنان: حزب الله و«أمل» سمن على عسل في العلن.. وعصبية على الأرض

السلاح يعطي الحزب حضورا طاغيا.. ومرشحوه يخضعون لموافقة مرجعيته الخارجية

رجل أمن لبناني ملثم يحمل بطاقتي ذاكرة لأجهزة كومبيوتر ضبطت مع شبكة التجسس المعتقلة (أ.ب)
TT

لخص شاب من قرية في جنوب لبنان، العلاقة بين القوتين الشيعيتين الرئيسيتين «حركة أمل» وحزب الله في لبنان، بقوله: «إذا أردنا أن نتكلم على ما نراه في وسائل الإعلام، لحسبنا أن الحزبيين والحركيين أحلى من السمن على العسل. لكن إذا أردنا أن نتكلم عن واقع الحال، لا بد من القول إن العلاقات على الأرض يسودها تنافس مستمر ومكبوت».

ويضيف: «أهالي جنوب لبنان يعرفون أن اختيار المرشحين يخضع للعلاقات الخاصة لكل منهم بشكل أو بآخر. رئيس مجلس النواب نبيه بري، يختار المرشحين الذين يستطيع أن يثق بأنهم لن ينفضوا عنه تحت أي ظرف. أما في الحزب، فالعلاقات والقرابة تفعل فعلها، مع الإشارة إلى أن كل مرشح يتم تسويقه، يجب أن يحظى برضا المرجعية العليا للحزب، التي توجد خارج لبنان». يصعب الحصول على «متبرع» يتحدث عن الحضور الشعبي لكل من حزب الله وحركة «أمل» في صفوف الشيعة اللبنانيين. العالمون بالأمور يصمتون عندما تسألهم عن الطرف الذي يميل إليه المزاج الشعبي الشيعي في لبنان. هذا الصمت لا يدوم طويلا ليقترن بالطبع بعبارة «من دون أسماء. رجاء لا نريد أي إحراج». أما سبب الإحراج فيعود إلى شبه إجماع على أن ميزان القوى الشيعية يميل إلى حزب الله بفارق كبير عن حركة «أمل». السبب الأول لهذا الميل هو الشعور الغريزي بالقوة والسلطة، الذي يمنحه الحزب لعامة الشيعة. وهذه القوة المنبثقة من السلاح والعقيدة والكرامة هي السند الأساسي للحزب. ويقول مقرب من الحزب غير ملتزم: «السلاح أمن لنا استمرارنا رقما صعبا داخل القرار اللبناني. ونحن نستحق حجما أكبر من حجمنا الحالي». يفسر أحد المفكرين الشيعة هذا الطرح، فيقول: «كلما اشتد الهجوم من الكتل والطوائف اللبنانية على حزب الله، انتشى اللاوعي الشيعي. وكلما حاول أي شيعي أن يقوض نفوذ الحزب، يجب أن يجابه بحزم، كما حصل مع المرشح أحمد الأسعد.

الحزب يعتبر أن من يجرؤ على الدخول إلى الجنوب مع خطاب انتقادي يتناول الدور الإيراني يجب أن يقمع حتى لا يشكل سابقة، ما قد يؤدي إلى استسهال الأمر من قبل آخرين. الحزب لا يقبل النقد، حتى لو كان لطيفا، كما كانت الحال مع رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني. لذا تم استبداله بالنائب السابق عاصم قانصوه من حزب البعث.