فاز نجاد.. وانقسمت إيران

نجاد يصف انتخابه بـ«النصر العظيم».. ويهاجم الإعلام > مصادر أميركية لـ «الشرق الأوسط»: نريد تغييرا في سلوك طهران.. ووقت الدبلوماسية القاسية بدأ

شرطة مكافحة الشغب الايرانية تشتبك مع متظاهرين غاضبين من نتيجة الانتخابات وتستخدم بخاخات الغاز المسيلة للدموع لتفريقهم في طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

* المرشد الأعلى يحذر من الاستفزاز > اشتباكات عنيفة.. وإطلاق رصاص > موسوي يتحدث عن عواقب مدمرة منتظرة ويدعو رجال الدين إلى عدم السكوت على النتيجة تحولت العاصمة الإيرانية، أمس، إلى ساحة معركة، إثر إعلان فوز الرئيس محمود أحمدي نجاد، بفترة رئاسية ثانية في الانتخابات الرئاسية التي جرت أول من أمس ما أدى الى إنقسام الشارع الإيراني. واندلعت اشتباكات عنيفة في عدة أجزاء من العاصمة، وسُمع صوت اطلاق رصاص، فيما قامت قوات «الباسيج» بالانتشار وأغلقت وسط المدينة. ورفض المرشح مير حسين موسوي الاعتراف بنتيجة الانتخابات، وتحدث عن انتهاكات شديدة، وقال في بيان، بعد منعه من إجراء مؤتمر صحافي، إن النتائج ستفتح أبواب سيناريوهات خطيرة، وأشار إلى عواقب مدمرة منتظرة، وانتقد موسوي «صمت» رجال الدين الإيرانيين، وقال في رسالة وجهها إليهم في مدينة قم «لم يكن احد يتصور تزويرا على هذا النطاق الواسع على مرأى من العالم اجمع، من جانب حكومة أحد أركانها هو التزامها احترام الشريعة الإسلامية».

وأضاف المرشح الخاسر في هذه الرسالة التي نشرها أحد المواقع الالكترونية التابعة لحملته «كل السبل للحصول على حقوقه مغلقة، والشعب يواجه صمت رجال الدين المهمين». واعتبر رئيس الوزراء السابق أن صمتا كهذا «هو أخطر من عملية تلاعب بالأصوات».

وعقب ذلك احتجت جماعة رجال دين ايرانية بارزة على التزوير، وقال مجمع رجال الدين المناضلين (روحانيون مبارز)، القريبة من الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي والتي دعمت موسوي في الانتخابات، على موقعها الالكتروني، انه يجب إلغاء الانتخابات وإجراؤها مرة أخرى في طقس أكثر هدوءا ومنطقية وعدالة.

وبعد جلسة عاجلة في طهران، اعتبرت الجماعة عملية الفرز «مدبرة بشكل واسع النطاق»، وقالت «لن نترك موسوي بمفرده». من جانبه وصف نجاد فوزه بـ«النصر العظيم» وهاجم الاعلام بسبب تغطيته للأحداث. وحذر المرشد الأعلى لإيران، آية الله علي خامنئي، الذي بارك فوز نجاد، الخاسرين من الاستفزاز. وقال خامنئي في بيان، إن «الرئيس المحترم الذي جرى اختياره هو رئيس كل الأمة الإيرانية وعلى الجميع بمن في ذلك المنافسون في انتخابات أمس دعمه ومساندته بالإجماع». من جهة ثانية قال مسؤولون ومصادر أميركية لـ«الشرق الأوسط» إن السياسات الأميركية حيال إيران لن تتأثر بشكل فوري بنتيجة الانتخابات، موضحين أن واشنطن تريد أن ترى تغييرا في السلوك الإيراني بغض النظر عن نوع الحكومة أو الرئيس، وأن الإدارة الأميركية معنية أكثر بالسياسات التي تتخذها طهران, مؤكدة في الوقت نفسه ان وقت الدبلوماسية القاسية بدأ.