إيران: ملامح ثورة.. وخامنئي يتراجع خطوة

الآلاف تحدوا المنع في أضخم مظاهرات منذ 30 عاما.. والباسيج ردوا بالرصاص * موقف دولي متصاعد ضد إيران * مصدر لـ «الشرق الأوسط»: قطيعة بين خامنئي ورفسنجاني * انقسام غير مسبوق بين نخبة السلطة * خاتمي يدعو إلى إعادة الانتخابات

محتجون على نتيجة الانتخابات الرئاسية الإيرانية يهاجمون مقرا لميلشيا الباسيج في طهران بعد مقتل متظاهر بالرصاص أمس (أ.ف.ب)
TT

شهدت إيران أمس ملامح ثورة جديدة بانطلاق أکبر مظاهرات احتجاج منذ الثورة الإيرانية عام 1979، حيث خرج مئات الآلاف من أنصار المرشح الإصلاحي الخاسر مير حسين موسوي، الى شوارع طهران متحدين تحذيرات وزارة الداخلية، التي هددت بوقفهم بالقوة. وشارك في التظاهرات موسوي والمرشح الخاسر الآخر مهدي كروبي، حيث واجه المتظاهرون رصاص قوات الباسيج. وقتل متظاهر بالرصاص وأصيب عدد آخر منهم مع انتهاء تظاهرة طهران. وأحرق المتظاهرون إطارات ونفايات وثلاث دراجات نارية على الأقل التي يستقلها أنصار الرئيس أحمدي نجاد، لمهاجمة خصومهم. وفي خطوة اعتبرت تراجعا، أمر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية آية الله علي خامنئي الجهاز المشرف على الانتخابات بدراسة شكوى موسوي، التي طعن فيها بنتائج الانتخابات، وأكد وجود تزوير. ونقل التلفزيون الرسمي عن خامنئي قوله لموسوي خلال لقائهما أنه «صدر أمر لمجلس صيانة الدستور بدراسة الرسالة بدقة». وسيجتمع المجلس اليوم لدراسة الطعن. وجدد الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي دعوته لإجراء انتخابات جديدة، وأعلن معارضته إعادة انتخاب الرئيس أحمدي نجاد حتى تنظيم الاقتراع الجديد.

وبينما أعلن مجلس صيانة الدستور أنه سيبت قريبا في الشكوى المقدمة من موسوي بشأن تزوير الانتخابات، نقل الموقع الإلكتروني الخاص بموسوي عنه قوله إنه ليس متفائلا بما سيقوم به المجلس.

وفي السياق نفسه تتحدث الأوساط الإيرانية عن انقسام غير مسبوق وسط النخبة الحاكمة، قال مصدر إيراني نافذ تحدث لـ«الشرق الأوسط»، إن العلاقة بين خامنئي ورئيس مجلس تشخيص مصلحة النظام هاشمي رفسنجاني وصلت إلي مرحلة القطيعة الآن، وأن هناك تساؤلات حول کيفية التنسيق والعمل بين أجهزة الحكم في إيران في المستقبل بسبب التوتر بين کبار المسؤولين.

وفيما أرجأ الرئيس الإيراني أحمدي نجاد أمس مشاركته المقررة في قمة في الاورال في روسيا، من أمس إلى اليوم في أول زيارة له للخارج بعد عملية إعادة انتخابه، اتخذ الاتحاد الأوروبي أمس موقفا متشددا تجاه نتائج الانتخابات الإيرانية، داعيا السلطات في طهران إلى التحقيق في الاتهامات بتزوير الانتخابات الرئاسية والامتناع عن أي أعمال عنف ضد المتظاهرين، مبديا في الوقت ذاته استعداده لاستئناف الحوار مع طهران بشأن برنامجها النووي. واتخذت عدة دول أوروبية الموقف نفسه على انفراد، ودعت كل من باريس وبرلين السفيرين الإيرانيين لديهما للتعبير عن القلق والاحتجاج على أعمال العنف. وعبرت وزارة الخارجية الأميركية أمس أنها «منزعجة للغاية» إزاء ورود تقارير تفيد بوقوع أعمال عنف ومخالفات في التصويت في الانتخابات الإيرانية وحثت طهران على إجراء تحقيق شامل في مزاعم حدوث مشكلات في الانتخابات.