إيران: «الثورة الخضراء» تنتشر.. وخلاف السلطة يتسع

خامنئي يؤيد إعادة فرز جزئية للأصوات * اعتقال إصلاحيين بارزين * أنصار نجاد يتظاهرون ومؤيدو موسوي يحاصرون التلفزيون * إبراهيم يزدي في حوار خاص مع الشرق الأوسط»: الاحتجاجات كشفت علانية الخلافات داخل النخبة الحاكمة

إيرانية تحتج على نتيجة الانتخابات خلال احتجاج صامت خارج جامعة أزاد الإسلامية في دبي بالإمارات أمس (أ.ف.ب)
TT

بات النظام الإيراني يهتز من تواصل مسيرات الاحتجاجات الغاضبة على نتائج الانتخابات الرئاسية، وقام الآلاف من أنصار مرشح انتخابات الرئاسة الإيرانية الخاسر مير حسين موسوي أمس بمسيرة نحو مبنى التلفزيون الحكومي حاملين الأعلام الخضراء، التي باتت علامة مميزة للثورة الخضراء من أجل الاعتراض على نتيجة الانتخابات، متجاهلين دعوات موسوي بالامتناع عن التظاهر وبالتزام الهدوء.

واعتقلت السلطات مسؤولين بارزين إصلاحيين، فيما حظرت أمس على الصحافيين الأجانب الخروج من مكاتبهم لتغطية الأحداث. واشتكى صحافيون من محاصرتهم في مقارهم أو مكاتبهم ومنعهم من النزول، وقد طلبت منهم وزارة الثقافة تغطية الأحداث من مكاتبهم. كما نظم مؤيدو الرئيس أحمدي نجاد أمس تظاهرة مضادة في طهران.

وفي تطور لافت أعلن أمس مجلس صيانة الدستور، وهو أعلى هيئة تشريعية في إيران، أنه مستعد لإعادة فرز جزئي للأصوات. وأعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي أنه يؤيد إعادة فرز جزئية للأصوات إذا اقتضى الأمر.

واتسع الخلاف داخل السلطة, وقالت مصادر إيرانية مطلعة أن الخلافات بين الأجنحة لم تكن معلنة على الإطلاق بالصورة التي ظهرت عليها في الأيام القليلة الماضية. ونقلت «نيويورك تايمز» عن خبراء إيرانيين قولهم إن الرئيس الاسبق علي أكبر هاشمي رفسنجاني، قد أرسل خطابا مفتوحا إلى خامنئي في الأيام السابقة على الانتخابات محذرا من أن أي تزوير سيكون له أثر سلبي, قائلا: «سيكون الدور عليك في اليوم التالي».

من جهته، قال إبراهيم يزدي وزير الخارجية الإيراني السابق، إن إيران في لحظة حرجة، بسب الاضطرابات التي تشهدها، مشيرا في حوار خاص مع «الشرق الأوسط»، إلى أن هذه الأزمة لم تؤدِّ فقط إلى تعميق الشقاق بين النخبة الحاكمة، بل كشفته علانية. ورغم ذلك قال إن الجسور لم تنهَر تماما بين خامنئي ورفسنجاني، مطالبا بدورة انتخاب ثانية.

وتواصلت ردود الفعل الدولية أمس, فقد أعرب الرئيس الأميركي باراك أوباما عن «قلقه العميق» من مشاهد العنف التي خرجت من إيران، مؤكدا عدم رغبته في التعليق مباشرة على المجريات داخل طهران. وأكد في الوقت ذاته تمسكه بسياسته في الحوار مع إيران.

في غضون ذلك، قالت الرئاسة الفرنسية في بيان أنه «لن يكون مقبولا أن يكون التلاعب في نتائج الانتخابات قد أودى بصدقية العملية الانتخابية. ودعا رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون طهران إلى الاستماع إلى «الشكاوى المحقة» للشعب الإيراني.