الخناق يضيق على خامنئي

اعتقال إبراهيم يزدي بعد حوار مطول مع «الشرق الأوسط» * رجال دين ينظمون مسيرة دعما لموسوي * منع أبناء رفسنجاني من السفر * الباسيج تحشد أنصارها للمشاركة في صلاة الجمعة دعما للمرشد * انتقاد علماء قم لعدم تهنئتهم نجاد * الحركة الإصلاحية تراهن على أسبوع مظاهرات.. والسلطات تعلن مؤامرة تفجيرات

موسوي وسط بحر من مناصريه الذين خرجوا أمس الى شوارع طهران في سادس يوم من الاحتجاجات (أ.ب)
TT

ستكون الأيام القليلة المقبلة حاسمة في تقرير كيفية تطور الأمور في إيران. فبينما يشتد ضغط السلطات على الإصلاحيين واستهداف المتظاهرين، يسود شعور وسط الحركة الإصلاحية بأنه لو استمرت المظاهرات اليومية في الشوارع والمدن الإيرانية لمدة أسبوع آخر، فإن المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي سيجد نفسه مضطرا للاستجابة لطلبات المعارضة الإصلاحية فيما يتعلق بإعادة الانتخابات. وكان عشرات الآلاف من الإيرانيين استجابوا لدعوة مير حسين موسوي رئيس الوزراء السابق والسياسي الإصلاحي، وخرجوا بملابس الحداد السوداء والشموع المضاءة من ميدان «فردوسي» إلى بازار طهران الكبير بجنوب العاصمة الإيرانية في مسيرة صامتة حدادا على الذين قتلوا في المواجهات بين قوات الأمن والمتظاهرين الإيرانيين المؤيدين لموسوي احتجاجا على النتيجة المعلنة لانتخابات الرئاسة. وشملت مسيرات الحداد مدنا إيرانية أخرى مثل شيراز وكرمان. وفي الوقت الذي سيلقي فيه اليوم المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي خطابا في صلاة الجمعة حول الأزمة، دعت الميليشيا الإسلامية الإيرانية «الباسيج»، أعضاءها إلى المشاركة في صلاة الجمعة التي سيؤمها خامنئي في طهران دعما للمرشد. وسادت أوساط الإصلاحيين وأنصار موسوي موجة من الغضب مع استمرار اعتقال رموز الحركة الإصلاحية في البلاد ومن بينهم زعيم «حركة تحرير إيران» إبراهيم يزدي الذي كان ادلى بحديث مطول لـ «الشرق الأوسط» قبل أيام. وفيما قالت وكالة «فارس» شبه الرسمية للأنباء إن اثنين من أبناء الرئيس الأسبق أكبر هاشمي رفسنجاني الذي يعارض الرئيس محمود أحمدي نجاد منعا من مغادرة إيران. قال مصدر إيراني قريب من الإصلاحيين وحركة تحرير إيران بقيادة الدكتور يزدي لـ«الشرق الأوسط» أن «حلقات الدائرة تضيق» على خامنئي من قبل آيات الله في الحوزة العلمية في قم وكبار السياسيين الإصلاحيين، وذلك في إشارة إلى رفض كثير منهم لنتائج الانتخابات . كما عزز الضغط على خامنئي أن مجمع رجال الدين المناضلين (روحانيون مبارز) الذي يضم رجال دين إصلاحيين طلب الترخيص له بتنظيم مسيرة كبرى غدا تزامنا مع خطاب يلقيه موسوي في ميدان «ازادي» أو «الحرية» وسط طهران بحضور الرئيس الإصلاحي السابق محمد خاتمي الذي سيتحدث أيضا خلال المظاهرة. وأصدرت وكالة أنباء «بورنا» الإيرانية، التابعة للمنظمة الوطنية للشبيبة بيانا غير اعتيادي يتضمن نقد عدد من كبار رجال الدين في قم لعدم تهنئتهم الرئيس محمود أحمدي نجاد على فوزه بولاية ثانية. وكان لافتا أن وزارة المخابرات الإيرانية أعلنت أمس أنها كشفت مخططا إرهابيا له صلة بجهات خارجية لزرع قنابل في بعض المساجد وغيرها من الأماكن المزدحمة في طهران خلال انتخابات الرئاسة يوم 12 يونيو (حزيران) الحالي.