ولاية الفقيه على المحك

خامنئي: لن أرضخ للشارع ونجاد خادم مخلص.. وعلى المعارضين الانتباه * غياب رفسنجاني وخاتمي وموسوي وكروبي عن خطبة الجمعة أظهر الانقسام * أوروبا تدعم حق الإيرانيين في التظاهر سلما.. و«بي بي سي» تقاوم التشويش بقمرين صناعيين * مسؤول إصلاحي لـ«الشرق الأوسط»: المرشد تحدث كقائد تيار وليس كقائد أمة

إيرانية خلال تظاهرة احتجاجية في سنغافورة ضد نتائج الانتخابات (أ.ب) خامنئي يخطب في جامعة طهران أمس مهاجما الاحتجاجات وداعما نتائج الانتخابات (أ.ب)
TT

بإعلانه رفض الرضوخ للشارع الإيراني, وتأييده لنتائج الانتخابات الرئاسية وقوله إن الرئيس محمود أحمدي نجاد هو «الفائز بالانتخابات وخادم مخلص والأقرب إليه» بين باقي المرشحين, وضع المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي «ولاية الفقيه» على المحك في خطبة الجمعة التي وضعته في تناقض علني وكامل مع قادة التيار الإصلاحي في إيران الذين أصروا أمس على ضرورة إعادة الانتخابات. وفي أول ظهور له بعد كلمته لتهنئة أحمدي نجاد بفوزه يوم السبت الماضي، ألقى خامنئي خطبة صلاة الجمعة التي لم تتضمن أي «تسويات أو حلول وسطى» بشأن الأزمة الحالية. ودعا خامنئي إلى وقف المظاهرات, وقال إن قادة الاحتجاجات يتحملون المسؤولية عن أي عواقب وذلك في رسالة ضمنية إلى زعيم الحركة الإصلاحية مير حسين موسوي الذي يستعد أنصاره للقيام بمظاهرة اليوم في ميدان «انقلاب» وسط طهران. وقال خامنئي إن «الشعب اختار من يريد» لرئاسته. ودافع عن محمود أحمدي نجاد الذي قال إنه الفائز الحقيقي بالانتخابات الرئاسية. ونفى أي احتمال أن تكون الانتخابات زورت موضحا ان «نتيجة الانتخابات تأتي من صناديق الاقتراع لا من الشارع»، وأنه لن يرضخ للشارع الإيراني. وقال مسؤول إيراني إصلاحي كبير إن الإيرانيين الذين يعرفون خامنئي لم يفاجأوا بما قال، موضحا لـ«الشرق الأوسط»: «لقد تحدث كقائد تيار وليس كقائد أمة». وأوضح أن موقف خامنئي المتشدد يأتي من أن «الصراع يدور حول موقعه. هو يدافع عن موقعه». وحضر صلاة الجمعة مع خامنئي الآلاف من الإيرانيين من بينهم أحمدي نجاد، ومحسن رضائي أحد مرشحي الانتخابات الرئاسية ورئيس السلطة القضائية آية الله شهرودي. ولم يظهر موسوي أو أي من الرئيسين السابقين اللذين دعماه خلال حملته، الإصلاحي محمد خاتمي وأكبر هاشمي رفسنجاني، الذي اصطدم بأحمدي نجاد قبل الانتخابات، وذلك في مظهر نادر لانقسام القيادة في إيران. كما لم يظهر المرشح الخاسر مهدي كروبي.

الى ذلك وصف البيت الأبيض الاحتجاجات الإيرانية الضخمة على نتيجة الانتخابات بانها حدث استثنائي وشجاع أدهش الكثيرين. وعبّرت الدول الأوروبية عن قلقها، ودعت السلطات الإيرانية إلى السماح للمتظاهرين بالتظاهر وعدم استخدام القوة ضدهم. ولمواجهة التشويش الذي تقوم به السلطات الإيرانية أعلنت هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي» أمس إضافة قمرين صناعيين جديدين لدعم بثها باللغة الفارسية.