إيران.. الكلمة للشارع

أحمدي نجاد للمرشد: أشكرك كطفل صغير وخادم للأمة * أوباما يدعو طهران لوقف أعمال العنف والظلم > مصدر إصلاحي: المرشد ليس لديه خطة «ب».. وهو خسر بالفعل * مواجهات عنيفة ورصاص.. والدخان يلف طهران * موسوي يهاجم خامنئي ويتهمه بتهديد «أسس الجمهورية» ويقول إنه مستعد للشهادة

المتظاهرون في مواجهة قوات الباسيج في شوارع طهران أمس (أ.ف.ب)
TT

في أكبر تحد لسلطة المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي منذ تولى مهام منصبه عام 1989، نزل المتظاهرون للشوارع امس وتصدوا لرجال الامن الذين حاولوا تفريقهم, وذلك بعد يوم من اعلان المرشد الإيراني انه لن يرضخ للشارع وتحذيره لـ «الثورة الخضراء» من الاستمرار في رفض نتيجة الانتخابات. وفي الوقت نفسه وجه زعيم الحركة الاصلاحية في ايران مير حسين موسوي انتقادات غير مسبوقة لخامنئي، متهما إياه بأنه «يهدد الطابع الجمهوري» للجمهورية الإسلامية الإيرانية. ويأتي ذلك فيما شهدت طهران أمس مواجهات عنيفة بين قوات الباسيج وآلاف المتظاهرين أدت إلى سقوط عشرات الجرحى، فيما لف العاصمة الدخان بسبب إطلاق الغازات المسيلة للدموع والرصاص على المتظاهرين. وهاجم موسوي بشدة الكلمة التي ألقاها خامنئي خلال صلاة الجمعة أول من أمس، التي صادق فيها على إعادة انتخاب الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد رئيسا لإيران. واتهم موسوي، على موقعه الإنترنتي، خامنئي بأنه يسعى لفرض «نظام سياسي جديد»، مؤكدا في الوقت ذاته أنه «لا يتحدى الدولة الإسلامية». ودعا موسوي السلطات إلى السماح بالتظاهر السلمي وإلا واجهت عواقب وخيمة. وحث موسوي الإيرانيين على تنظيم إضراب على مستوى البلاد إذا ألقت السلطات القبض عليه. وقال موسوي أمس لأنصاره إنه مستعد للشهادة وإنه سيواصل مسيرته, مؤكدا ان «التزوير خطط له منذ أشهر».

يأتي ذلك، فيما شكر أحمدي نجاد خامنئي أمس على «قراره الصائب» غداة مصادقته مجددا على إعادة انتخابه، وفق ما أوردت وكالات الأنباء الإيرانية. وقال أحمدي نجاد في رسالة موجهة إلى خامنئي «أيها المرشد، أرى كطفل صغير وخادم اختارته الأمة الإيرانية العظيمة انه من الضروري أن أتوجه إليكم بالشكر الصادق على قراركم الصائب».

وعاشت إيران أمس يوما عصيبا وعنيفا شهدت فيه سقوط قتيل في تفجير انتحاري في مرقد الخميني، كما شهدت جرحى وتفجيرات وإطلاق نار على المتظاهرين في الشوارع التي انتشر فيها الآلاف من قوات الباسيج.

وقال مصدر إيراني قريب من الإصلاحيين لـ«الشرق الأوسط» إن الجناح المتشدد في النظام الإيراني يتحمل مسؤولية تدهور الأزمة وانفتاحها على آفاق لا يعلم أحد إلى أين ستتجه، موضحا «لم يكن لدى خامنئي خطة (ب). في خطبة الجمعة استخدم أقسى لغة ممكنة لإخافة الشارع والإصلاحيين.. لكن في اليوم التالي خرج الآلاف على الرغم من أن قوات الأمن احتلت شوارع وميادين طهران. ما الذي بمقدوره أن يفعله أكثر من هذا؟ لقد خسر من الجولة الأولى». وفي واشنطن، وفي أقوى تصريحات له، طالب الرئيس الأميركي باراك أوباما الحكومة الإيرانية بـ«وقف جميع أعمال العنف والظلم ضد شعبها».