غداة مهاجمة خامنئي لبريطانيا: بغداد تسلم لندن جثتي بريطانيين

المالكي منتقدا عربا سنة: كانوا مع المقاومة.. والآن يريدون بقاء الأجنبي

عراقيون يفتشون عن ضحايا تحت أنقاض منزل دُمر في تفجير انتحاري في بلدة تازة جنوب كركوك أمس (أ.ب)
TT

قالت الحكومة البريطانية أمس، إن سفارتها ببغداد تسلمت جثتين من السلطات العراقية، يعتقد أنهما تعودان لرجلين كانا ضمن خمسة بريطانيين أخذوا رهائن في مايو (أيار) 2007. وقال وزير الخارجية البريطاني، ديفيد ميليباند، إنه «ليس لدينا تأكيد بعد عمن يكونان. تجرى فحوص الطب الشرعي للتحقق من هويتهما وأسباب الموت». من جانبه، نفى علي الدباغ المتحدث باسم الحكومة العراقية لـ«الشرق الأوسط» ضلوع بلاده بعملية التسليم. وقال «لم نكن طرفا في أي مرحلة من مراحل المفاوضات، لكن ندعم أي مفاوضات لوصول الرهائن سالمين لعوائلهم ووطنهم». وكانت السلطات العراقية قد أطلقت قبل نحو أسبوعين سراح ليث الخزعلي شقيق زعيم «عصائب أهل الحق» مع عدد من عناصر التنظيم، الذي تبنى خطف البريطانيين. وقالت مصادر مطلعة، إن عملية الإفراج جاءت ضمن صفقة لإطلاق سراح الرهائن. من جانبه، كشف مصدر عراقي مطلع لـ«الشرق الأوسط»، إن الجانب العراقي طلب من الخاطفين تسجيل فيديو يثبت بان الرهائن ما زالوا على قيد الحياة، غير أنهم تسلموا «دليل موت». وبحسب المسؤول فإن ما تسلمته الحكومة العراقية تسجيل أظهر جثة أحد الرهائن. وجاءت هذه التطورات بعد يوم واحد فقط من هجوم عنيف شنه المرشد الأعلى للثورة الإسلامية في إيران علي خامنئي على بريطانيا، معتبرا إياها العدو الأول لبلاده. وكانت مصادر مطلعة كشفت في وقت سابق عن نقل الرهائن إلى إيران عبر مدينة البصرة.

ومن جهة اخرى أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، أمس، «الانتصار» مع تواصل انسحاب القوات الأميركية من مدن العراق، وهاجم في الوقت نفسه بعض العرب السنة، الذين قال إنهم كانوا مع المقاومة سابقا، والآن يطالبون ببقاء القوات الأميركية.

وفي كلمة له أمام مؤتمر لقادة تركمان، قال المالكي إنه «انتصار عظيم للعراقيين أن يتخذوا الخطوة الأولى نحو إنهاء الوجود الأجنبي في العراق». وأضاف، أنه وهؤلاء القادة متأكدون من أن كثيرين لا يريدون لهم النجاح والاحتفال بهذا الانتصار، وإنهم يعدون أنفسهم للتحرك في الظلام؛ لزعزعة استقرار الموقف، حسبما أفادت به وكالة رويترز. وأضاف، أن «العراق سيكون لهم بالمرصاد».

ودعا المالكي إلى الوحدة الوطنية بين فئات وطوائف العراق المختلفة، لكنه لم يفوّت فرصة للإشارة إلى العرب السنة، وقال مشيرا إلى مخاوفهم بأنهم سيتركون بلا حماية إذا ما انتهى الوجود الأميركي في العراق «إن هؤلاء الذين تحدثوا عن مقاومة الاحتلال يتحدثون اليوم عن عكسه، ويقولون إن على القوات الأجنبية البقاء». وأكد المالكي على أن القوات متعددة الجنسيات لن تبقى في العراق، وقال «إن الحديث عن بقاء هذه القوات يعني أن العراقيين غير واثقين في أنفسهم ولا في وحدتهم ولا في أخوتهم ولا في قدرة قواتهم الأمنية».