أكد مسؤول في الإدارة الأميركية أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما سوف يوفد قريبا سفيرا إلى دمشق، رغم تحفظ الإدارة الأميركية على الدور الذي تلعبه سورية في المنطقة. وفيما اعتبر المسؤول الأميركي أن وجود سفير في دمشق «يخدم المصالح الأميركية»، قال لـ«الشرق الأوسط»: «ما زالت لدينا عوامل قلق من دور سورية في المنطقة، ونتوقع من سفيرنا، عندما يوافق مجلس الشيوخ عليه، أن يعالج ذلك».
إلا أن المسؤول الأميركي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أكد أن هذا القرار «يعكس الاعتراف بأهمية الدور السوري في المنطقة»، معربا عن أمل واشنطن في أن تلعب الحكومة السورية «دورا بناء لدعم السلام والاستقرار في المنطقة». وأضاف المسؤول أن إدارة أوباما «مستعدة للمضي قدما مع سورية من أجل دفع مصالحنا من خلال الحوار المباشر المتواصل»، وأكد المسؤول الأميركي أن السفير السوري في واشنطن، عماد مصطفى، تبلغ قرار إعادة السفير مساء أول من أمس، لكنه لم يكشف عن هوية هذا السفير. وغالبا ما تبقي الإدارة الأميركية اسم السفير المرشح لتمثيلها في الخارج سرا إلى حين تقديمه إلى مجلس الشيوخ الأميركي للموافقة عليه.
ومن جانبه قال الناطق الرسمي باسم السفارة السورية في واشنطن أحمد سلقيني: «هذه خطوة في الاتجاه الصحيح». واعتبر سلقيني في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن الإعلان عن تعيين السفير «يظهر مصداقية إدارة أوباما والتزامها بالعودة إلى الحوار»، مضيفا أن الرئيس الأميركي «يريد إعادة العلاقات السورية ـ الأميركية إلى ما كانت عليه تاريخيا، ما عدا حقبة الإدارة السابقة» للرئيس جورج بوش.
وفي دمشق لم يصدر أي تعليق رسمي أمس على قرار إعادة السفير الأميركي إلى سورية بانتظار تبلغ القرار رسميا، غير أن مصادر سورية مطلعة قالت إنه من المبكر الحكم على مدى جدية وعمق الخطوة الأميركية باتجاه إعادة العلاقات مع سورية. وكانت السفارة الأميركية قد سحبت سفيرتها مارغريت سكوبي من سورية عام 2005 على خلفية اتهام سورية بالضلوع في اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري، الاتهام الذي نفته سورية.