مسؤول في البيت الأبيض لـ«الشرق الأوسط» : أوباما راسل قادة عربا لاتخاذ خطوات تجاه السلام

مسؤول عربي لـ«الشرق الأوسط»: التوجه ربط الاستجابة بشروط على أساس مبدأي.. التطوع والفردية بخطوات التطبيع

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لدي استقباله مبعوث السلام الاميريكي جورج ميتشل في القدي امس (إ.ب.أ)
TT

أبلغ مسؤول في البيت الأبيض «الشرق الأوسط» أمس أن الرئيس الأميركي باراك أوباما بعث برسائل إلى عدد من القادة العرب هذا الشهر يطالبهم باتخاذ خطوات ملموسة تجاه إسرائيل، مقابل خطوات إسرائيلية «ذات معنى» تجاه السلام. جاء ذلك وسط تكثيف في دبلوماسية الإدارة الأميركية باتجاه إطلاق مفاوضات السلام على أساس شامل في المنطقة مع إرسال الإدارة عدة مبعوثين في وقت واحد إلى المنطقة على رأسهم جورج ميتشل المبعوث الأميركي للسلام الذي أجرى مباحثات في إسرائيل أمس لفك عقدة الاستيطان التي فتحت خلافا إسرائيليا أميركيا.

وتحدث ميتشل بعد لقاء مطول أمس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن تقدم جيد في المباحثات حول قضية الاستيطان بينما اكتفى نتنياهو بالتحدث عن حدوث تقدم.

وقالت مصادر مقربة من الرئيس الإسرائيلي شيمعون بيريس إن ميتشل أبلغه بأن واشنطن تمارس الضغوط أيضا على الأطراف الفلسطينية وكذلك على الدول العربية حتى تتخذ خطوات إيجابية تجاه إسرائيل.

وبينما طالب في جولته الدول العربية باتخاذ تدابير لتطبيع جزئي للعلاقات مع إسرائيل من أجل تسهيل إطلاق مفاوضات للسلام على المسارات العربية ـ الإسرائيلية كافة، كشف مسؤول عربي رفيع لـ«الشرق الأوسط» التوجه الذي سيرسو عليه الموقف العربي للرد على المطالبات الأميركية. ويقوم هذا الموقف على «تفهم» ما تقوله واشنطن وتدعو إليه وبالتالي «عدم رفضه» بل ربط الاستجابة له بمجموعة من الشروط التي يراد لها أن تضمن للعرب أن لا تكون الخطوات التطبيعية مهما تكن رمزية «بلا مقابل» أو «مكافأة على التعنت الإسرائيلي» أو «استدراج تنازلات عربية إضافية». ووفقا للوزير يريد العرب بداية أن يتأكدوا من «جدية» وفاعلية المساعي الأميركية ومن قدرتها على التأثير على نهج الحكومة الإسرائيلية الحالية خصوصا في موضوع الاستيطان. ويريد العرب أيضا أن يعرفوا ماهية الخطة الأميركية وتصور الحل النهائي والحدود الزمنية. ويتحكم في الموقف العربي، وفق التوجه العام للجانب العربي كما كشفه المسؤول، مبدآن إضافيان: الأول، يقول بـ«الطوعية» أي أن أي بلد من البلدان العربية يريد الاستجابة لواشنطن والقيام بخطوات ما إزاء إسرائيل فهو «حر» ولا إلزام مطلقا. ويترافق هذا المبدأ مع آخر هو مبدأ «الفردية» بمعنى أنه لن يصدر عن الجامعة العربية مثلا قرار جماعي يدعو إلى التطبيع مع إسرائيل بل سيتحمل كل بلد مسؤولياته بنفسه.