يوم الغضب يجتاح 5 مدن في إيران

خاتمي: هناك جرائم ارتكبت * الحرس الثوري للمعارضة: لا نمزح * المتظاهرون يهتفون ضد نجل خامنئي: لن تكون خليفة والدك

متظاهرون مؤيدون للإصلاحيين تتوسطهم والدة الشاب الإيراني سهراب أعرابي الذي توفى في السجن في مقبرة «جنة الزهراء» جنوب طهران أمس (أ.ب)
TT

شهدت إيران «يوم غضب وحداد» أمس شارك فيه عشرات الآلاف من المتظاهرين واجتاح 5 مدن إيرانية هي طهران ومشهد وأصفهان والأهواز وشيراز احتجاجا على مقتل متظاهرين في السجون الإيرانية واستمرار اعتقال المئات من قادة الإصلاحيين والمتظاهرين. وبالرغم من التحذيرات شديدة اللهجة من البريجادير جنرال عبد الله أراجي قائد الحرس الثوري في طهران الذي قال «نحن لا نمزح. سوف نواجه الذين يريدون محاربة المؤسسة الدينية»، إلا أن عشرات الآلاف تظاهروا أمس في أربعينية مقتل الشابة الإيرانية ندا أغا سلطاني التي تحولت إلى مظاهرة ضد إعادة انتخاب محمود أحمدي نجاد لولاية ثانية، ودعم الحركة الإصلاحية بقيادة مير حسين موسوي وتأبين ضحايا التظاهرات. وقال شهود عيان إن الشرطة حاولت منع تجمع المتظاهرين بنشر المئات من عناصرها وسد الطرق المؤدية إلى مقبرة «جنة الزهراء» التي دفن فيها قتلى الاحتجاجات على نتائج الانتخابات. وأجبرت الشرطة موسوي على مغادرة المقبرة، كما ضغطت على والدة ندا سلطاني كي لا تشارك. وبحسب الشهود فإن موسوي نجح في الخروج من سيارته وسلوك الممر المؤدي إلى قبر ندا. وقال شاهد «لكنهم لم يسمحوا له بتلاوة الآيات القرآنية كما هي العادة في هذه المناسبة وتم تطويقه مباشرة من شرطة مكافحة الشغب التي ردته إلى سيارته». كما منعت الشرطة كروبي من المشاركة وحاصرته واضطرته للمغادرة فيما هاجمت عددا من مرافقيه. إلا أن المتظاهرين بالرغم من فرض السلطات حصارا على مقبرة «جنة الزهراء» تمكنوا من مواصلة التظاهرات إلى قلب طهران حيث شهد ميدان «والي عصر» تجمع الآلاف منهم مرددين: «يا حسين ـ ومير حسين نحن نؤيدك ـ والله أكبر». بينما تجمع آخرون في مترو طهران وهم يرددون: «ندا حية.. أحمدي نجاد ميت» و«الموت للديكتاتور» و«أحمدي نجاد الخائن نريدك بلا مأوى». وبحسب شهود عيان فقد اعتقلت الشرطة مؤيدين لموسوي، كما حطمت نوافذ سيارات كان سائقوها يطلقون الأبواق لإظهار تأييدهم له، وأطلقت الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين. وفي مصلى طهران الكبير، حيث تجمع الآلاف للصلاة على أرواح القتلى، هتف المصلون: «مجتبى خامنئي لن تكون خليفة والدك»، مشيرين إلى ابن المرشد الأعلى لإيران آية الله علي خامنئي الذي يعتقد أن دوائر مقربة من الحرس الثوري تريده أن يخلف والده. وفيما أدان الرئيس الإيراني السابق الإصلاحي محمد خاتمي «الجرائم» ضد الذين أوقفوا خلال التظاهرات، موضحا «لا يكفي إغلاق مركز اعتقال.. هناك جرائم ارتكبت وهناك أناس فقدوا حياتهم»، أقر إسماعيل مقدم قائد شرطة طهران بوقوع تجاوزات خلال التظاهرات قائلا إن «بعض الشرطيين تصرفوا بقسوة». إلا أن الإصلاحيين أعربوا عن عدم الرضا عن اعترافات مقدم. وقال مصدر إصلاحي لـ«الشرق الأوسط» إن الإصلاحيين لا يريدون أن يلقوا باللوم على «بعض عناصر الشرطة»، موضحا: «أشخاص مثل وزير الداخلية صادق محصولي ومسؤولين في الحرس الثوري ومكتب احمدي نجاد يجب أن يمثلوا أمام القضاء للمساءلة».