خبيرا علم نفس أميركيان باعا أفكار «الاستجواب القاسي» بملايين الدولارات

اعتبرا العقل المدبر لاستجوابات متهمي الإرهاب

TT

كان كل من جيم ميتشل وبروس جيسين (عالمان بمجال علم الطب النفسي ومن المتقاعدين عن العمل بالمؤسسة العسكرية) يبحثان عن فرص للنشاط التجاري، وعثرا على ضالتهما في وكالة الاستخبارات المركزية. وبينما كان المتقاعدان يبحثان عن فرصة عمل وجدا في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ضالتهما، حيث عملا عام 2002 متعهدين لأكثر برامج التحقيق أهمية في تاريخ البلاد أو ما أطلق عليه برنامج مكافحة «الإرهاب». وساعد الخبيران الوكالة في التخطيط والإشراف على استجواب المتهمين. لم يتدربا قط على التحقيق أو أساليبه، رغم أن شهادتَي الدكتوراه اللتين يحملانهما كانتا متعلقتين بأسباب ضغط الدم والطب النفسي للعائلة، وأنهما لم يمتلكا أي مهارات لغوية أو أي خبرة بشأن «القاعدة». يُذكر أن ميتشل، الذي يتميز بلكنة جنوبية واضحة وثقة مفرطة بالنفس في بعض الأحيان، سبق له العمل كخبير مفرقعات بالقوات الجوية، وتاجر. أما جيسين، فقد ترعرع بمزرعة بطاطس في إداهو، وانضم إلى رفيقه بالقوات الجوية لبناء شركة حققت ملايين الدولارات من بيع خدمات بمجالَي التحقيق والاستجواب لوكالة الاستخبارات المركزية. وقالت «نيويورك تايمز» أمس إن «العالمين» المزعومين كانا خبيرين في علم النفس وفي الأساليب القاسية في الاستجواب والتعذيب التي استخدمها الشيوعيون الصينيون لعقود ماضية. وأوضحت الصحيفة أن تلك الخبرة كانت كافية لتلبية رغبة إدارة الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في القسوة إزاء من اتهمتهم الإدارة بالوقوف وراء أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول). ونسبت الصحيفة إلى المحقق في القوات الجوية والضابط في الاستخبارات العقيد ستيفن كلينمان الذي يعرف «العالمين» جيدا قوله إن ميتشل وجيسين دفعهما ولاؤهما لوطنهما للانضمام إلى فريق التحقيق، مضيفا أن ذلك عاد بمأساة على الولايات المتحدة وعليهما نفسيهما. ويتوقع أن يبدأ المدعي العام الأميركي تحقيقات تتعلق بجرائم التعذيب التي ارتكبها محققون تابعون لوكالة الاستخبارات.