رحل الحكيم في طهران.. وبقي إرثه في العراق

يوارى الثرى في النجف غدا.. وفيلق بدر يستنفر قواته * قادة العراق ينعون رفيق الدرب

عبد العزيز الحكيم في تجمع انتخابي في يناير (كانون الثاني) الماضي (أ.ب)
TT

يشيع العراق غدا رسميا وشعبيا جثمان الزعيم الشيعي البارز عبد العزيز الحكيم رئيس المجلس الأعلى الإسلامي العراقي، الذي يدخل العراق اليوم من البصرة قادما من طهران، حيث توفي أمس عن 59 عاما بعد صراع طويل مع مرض السرطان.

ورحل الحكيم في إيران تاركا إرثه السياسي في العراق متمثلا في 80 مقعدا هي نصيب المجلس الأعلى الإسلامي في البرلمان وتحالف جديد باسم «الائتلاف الوطني العراقي» دون حليفه في الائتلاف العراقي الموحد السابق رئيس الوزراء نوري المالكي والذي أعلن عنه قبل يومين من وفاته.

وينقل الجثمان جوا إلى بغداد، وبعد ذلك إلى مدينة النجف (160 كيلومترا جنوب بغداد) حيث سيوارى الثرى. وقال رضا جواد تقي، القيادي في المجلس الأعلى، لـ«الشرق الأوسط» إن الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس الوزراء نوري المالكي ورئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني ورؤساء الأحزاب والكتل السياسية سيشاركون في مراسم تشييع الحكيم.

وانتقل الحكيم إلى إيران منذ أشهر بعد اكتشاف إصابته بسرطان في الرئة، ونقل بشكل طارئ الأسبوع الماضي إلى أحد مستشفيات طهران إثر تدهور حاد في صحته. وتوفي الحكيم ظهر أمس في مستشفى خاص في طهران، وكان إلى جانبه نجلاه عمار ومحسن الذي لم يفارقه في كل جولاته واجتماعاته. وكان عمار الحكيم قد أكد في بيان أمس، وقبيل وفاة والده، أن صحة الحكيم «تدهورت تماما»، وأشارت مصادر عراقية مقربة من المجلس إلى أن «صدور مثل هذا البيان كان لتهيئة الرأي العام لخبر الوفاة». وتذهب هذه المصادر إلى ابعد من ذلك، منوهة بأن «زعيم المجلس الأعلى الإسلامي ربما يكون قد توفي منذ ثلاثة أيام، أي قبل الإعلان عن تشكيلة الائتلاف الوطني العراقي، وتم تأجيل نبأ الوفاة حتى الإعلان عن الائتلاف». وأشارت المصادر إلى أنه تم إعلان حالة الاستنفار في فيلق بدر، ومنعت الإجازات عن منتسبيه، وجرى تعزيزه بضباط من جهاز المخابرات الإيرانية «اطلاعات» خلال اليومين الأخيرين لمتابعة ودراسة كل التطورات المحتملة. إلا أن محمد البياتي القيادي في منظمة بدر أوضح أن «كلمة الاستنفار تعني التهيئة استعدادا لمراسم الجنازة التي ستبدأ بعد نقل الجثمان الجمعة من طهران إلى البصرة، وسيتم تشييعه من قبل الجماهير إلى الناصرية، ثم إلى جميع مناطق الجنوب، ثم الفرات، ثم مناطق الفرات الأوسط، ليوارى المكان الأخير في النجف». وأكد لـ«الشرق الأوسط» أن مسؤولية الأمن هي للجيش والشرطة، ومنظمة بدر تعمل على التنسيق ضمن اللجنة التحضيرية لمراسم الجنازة.

ونعى قادة العراق وزعماء الأحزاب والكتل السياسية عبد العزيز الحكيم، وأشادوا في بيانات برئيس المجلس الأعلى الإسلامي الراحل ودوره في العملية السياسية.