السعودية: نجا الأمير.. وفشل الغدر

«الشرق الأوسط» تزور موقع محاولة الاغتيال الفاشلة * الأمير محمد بعد نجاته: ما حدث لا يزيدنا إلا تصميما لاستئصال الفئة الضالة * منفذ العملية أعلن توبة مزعومة ودخل المجلس مع المهنئين برمضان وفجر نفسه * اللواء التركي لـ«الشرق الأوسط»: على ضوء نتائج التحقيق ستوضع إجراءات أمنية في المرحلة المقبلة

الأمير نايف بن عبد العزيز مع ابنه الأمير محمد مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية
TT

نجا الأمير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية السعودي للشؤون الأمنية، وفشل غدر تنظيم «القاعدة»، وذلك بعد محاولة اغتيال فاشلة، قام بها انتحاري زعم التوبة لتسهيل دخوله إلى مجلس الأمير. وأعلن الديوان الملكي، خبر فشل محاولة الاغتيال في بيان صدر فجر أمس. وجاء في البيان «إنه في تمام الساعة الحادية عشرة والنصف من مساء يوم الخميس، وأثناء استقبال صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية للمهنئين بشهر رمضان المبارك ومن بينهم أحد المطلوبين من المجرمين الإرهابيين الذي أعلن مسبقاً رغبته في تسليم نفسه أمام سموه، وأثناء إجراءات التفتيش قام هذا المطلوب بتفجير نفسه من خلال عبوة مزروعة في جسمه. وقد أصيب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية بإصابات طفيفة لا تذكر».

واطمأن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، وولي العهد الأمير سلطان بن عبد العزيز، على صحة الأمير إثر المحاولة الفاشلة. وأعلن الديوان الملكي أن خادم الحرمين الشريفين، انتقل بعد لحظات من محاولة الاغتيال الفاشلة للمستشفى، لزيارة الأمير محمد بن نايف.

وشرح الأمير محمد بن نايف ما حدث للملك عبد الله، قائلا «كنت في المجلس استقبل الناس وكان معهم واحد سيسلم نفسه، فيوم جاء عثره الله وفجر نفسه وما راح إلا هو.. أبشرك أني بخير ولله الحمد، يوم شفتك الحين بخير أزود».

واعتبر الملك عبد الله، أن ما حدث للأمير محمد بن نايف، هو قضاء وقدر. وقال له «إرادة الله فوق كل شيء، والحمد لله انك سالم وغانم وما فيك أي شي، والحمد لله أي شي راح منك لخدمة دينك ووطنك. وهذه التضحية».

وجاءت العملية بعد أيام من تفكيك السلطات السعودية لشبكة إرهابية تضم 44 قياديا يعتقد أنها مسؤولة عن دعم واسناد وتمويل غالبية التفجيرات التي ضربت السعودية منذ منتصف عام 2003. وتشير بعض المعلومات إلى أن الانتحاري كان أحد القادمين من اليمن وقال إنه يريد تسليم نفسه للأمير محمد.

واستغل تنظيم «القاعدة» حرص الأمير محمد على استقبال من يرغبون تسليم أنفسهم له، للقيام بهذه العملية، طبقا لما ذكر لـ«الشرق الأوسط» اللواء منصور التركي المتحدث الأمني بوزارة الداخلية. ورجَح اللواء التركي، أن تتم مراجعة الإجراءات الخاصة بتسليم المطلوبين أنفسهم، على ضوء نتائج التحقيقات في حادثة الاغتيال الفاشلة. وزارت «الشرق الأوسط» مجلس الأمير محمد بن نايف مساء أمس واطلعت على آثار محاولة الاغتيال الفاشلة. وعلمت «الشرق الأوسط» ان الانتحاري كان يجلس على يسار الأمير عندما فجر نفسه, وتشير المعلومات الأولية إلى أن العبوة كانت مزروعة في جسم الانتحاري من الناحية اليسرى. وبينما تقطع الإرهابي إلى أشلاء تطايرت في المكان إلى درجة أن السقف فوق مكان جلوسه بدت فيه فتحة صغيرة, فإن الركن الذي كان يجلس فيه الأمير محمد سلم تماما من آثار الانفجار.