أكد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز أن القوة ارتبطت عبر التاريخ ـ بعد الله ـ بالعلم، والأمة الإسلامية تعلم أنها لن تبلغها إلا إذا اعتمدت ـ بعد الله ـ على العلم. وشدد على أن العلم والإيمان لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة. ولقد أكرمنا الله بعقولنا التي بوسعنا أن نعرف سنة الله في خلقه. جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال حفل افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في ثول بحضور كبير لقادة وممثلي عدد من الدول العربية والإسلامية والصديقة وذلك في اليوم الوطني التاسع والسبعين للسعودية. وقال الملك عبد الله بن عبد العزيز «إن الجامعة التي نفتتحها اليوم لا تبدأ من الصفر، فهي استمرار لما تميزت به حضارتنا في عصور ازدهارها». كما قال «لقد تعرضت الإنسانية لهجوم عنيف من المتطرفين الذين يرفعون لغة الكراهية، ويخشون الحوار، ويسعون للهدم. ولا يمكننا أن نواجههم إلا إذا أقمنا التعايش محل النزاع، والمحبة محل الأحقاد، والصداقة محل الصدام. ولا شك أن المراكز العلمية التي تحتضن الجميع، هي الخط الأول للدفاع ضد هؤلاء. واليوم ستنضم هذه الجامعة إلى زميلاتها في كل مكان من العالم دارا للحكمة، ومنارة للتسامح وهذا هو المعنى الثالث للجامعة». وراهن المهندس علي النعيمي، وزير البترول والثروة المعدنية السعودي رئيس مجلس أمناء الجامعة «كاوست»، على أن السعودية ستستمر مزوداً رئيساً للعالم بالطاقة، مؤكداً أنها ستصدّر في المستقبل مصادر طاقة أخرى غير النفط، أبرزها الطاقة الشمسية، ملمحاً بذلك إلى تركيز الجامعة في بعض أنشطتها على أبحاث الطاقة الشمسية.
من جانبه، أكد الدكتور خالد العنقري وزير التعليم العالي، أن جامعة الملك عبد الله ستمكن المملكة من استغلال جميع مصادر ثرواتها الحالية، سعياً وراء هدف تعزيز هذه الثروات، وإيجاد بدائل مستقبلية حقيقية تضمن الرغد والرفاهية للأجيال القادمة.
وأعلن كيان جو مدير معهد سنغافورة للنباتات، وهو أحد الباحثين والخبراء الذين تم استقطابهم للعمل في «كاوست»، عن إطلاق الجامعة بحثاً علمياً طموحاً لزراعة القمح في الصحراء السعودية، باستخدام مياه البحر الأحمر المالحة. وقال رئيس الجامعة البروفسور تشون فونغ شيه إن جامعة الملك عبد الله تهدف إلى اكتشاف المعرفة وتبادلها وتطبيقها وهي تجمع العلماء الرواد والواعدين من جميع أنحاء العالم.