إيران بعد إطلاق «قدر1» و«سجيل»: كل المنطقة داخل مدى صواريخنا

الصواريخ الإيرانية ترفع التوتر وسط إدانات دولية وواشنطن تعتبرها استفزازا وتبدأ صياغة عقوبات * مصادر إسرائيلية: سلاح الجو الأميركي يعجل في إنتاج قنابل عملاقة لتدمير مرافق عسكرية تحت الأرض

صورة بالاقمار الصناعية وزعتها «ديجيتال غلوب» لموقع محتمل للمنشأة النووية الايرانية السرية (إ.ب.أ) وصورة وزعتها إيران لاطلاق الصاروخ شهاب 3 أمس (أ.ف.ب)
TT

أجرت إيران أمس، تجربة جديدة، لإطلاق صواريخ بعيدة المدى، في إطار تدريبات عسكرية تطلق عليها اسم «مناورات الرسول الأعظم ـ 4»، مهددة على لسان قائد القوات الجوية للحرس الثوري الجنرال حسين سلامي، بأن ردها سيكون «مدمرا» على أي تهديدات لأراضيها وخصوصا برنامجها النووي، مؤكدا أن كل الأهداف في المنطقة بما فيها إسرائيل والقواعد الأميركية في الخليج ستكون داخل مدى صواريخها. وقال الجنرال سلامي إن قوات الحرس الثوري اختبرت بنجاح صاروخ «قدر-1» النسخة المعدلة من «شهاب-3» ويبلغ مداه 1800 كلم، وصاروخ «سجيل»، ويبلغ مداه ألفي كيلومتر، ويتكون من طبقتين وبمحركين ويعمل بالوقود الصلب ويتمتع بقدرات استثنائية وكبيرة جدا حسب مسؤولين في طهران. وحذر أحمد وحيدي وزير الدفاع الإيراني إسرائيل من شن أي هجوم على بلاده قائلا «إن ذلك سيعجل بزوال الدولة العبرية». وقال للتلفزيون الإيراني «إذا حدث ذلك وهو ما لا نتوقعه بالطبع فستكون نتيجته النهائية هي التعجيل بالأنفاس الأخيرة للنظام الصهيوني». وأثارت هذه التجارب غضب القوى العالمية العظمى، وعبرت عن قلقها من الرسالة التي تحملها، وأعلنت إدانتها لها. وقال مسؤولون في الإدارة الأميركية إن إدارة الرئيس باراك أوباما تسعى حاليا لصياغة عقوبات تأديبية أكثر قوة ضد إيران، تشمل منع الاستثمارات في الصناعة النفطية وضم المزيد من البنوك الإيرانية إلى القائمة السوداء، إضافة إلى إجراءات أخرى في طور الدراسة من بينها العقوبات النفطية. كما تسعى إلى تشكيل تحالف أكبر من الشركاء لتطبيق العقوبات حتى تتمكن العمل ضد إيران حتى وإن صوتت الصين وروسيا بقوة ضد الإجراءات التي يقترحها مجلس الأمن.

واعتبر البيت الابيض امس اطلاق الصواريخ الايرانية «عملا استفزازيا»، مشدداً على ان المجتمع الدولي متحد في ما يخص التعامل مع ايران. وصرح الناطق باسم البيت الابيض روبرت غيبس بأن «المناورات كان مخططا لها مسبقاً ولكنها من الواضح الاستفزاز في طبيعتها».

ورداً على سؤال في مؤتمر صحافي حول اذا لم يكن البيت الابيض مقتنعا بتصريحات ايران حول طبيعة الصواريخ الدفاعية، اجاب غيبس: «انني غير مقتنع بالكثير من تصريحاتهم». إلى ذلك كشفت مصادر إسرائيلية أمنية أن سلاح الجو الأميركي بدأ في عملية تسريع غير عادية لإنتاج كمية من القنبلة العملاقة «BMU-54 A\B»، المعروفة بقدراتها العالية على تدمير مرافق عسكرية تحت الأرض.

وقالت المصادر ذاتها إن القرار بالتسريع في إنتاجها وإدخالها إلى حيز التنفيذ العملي جاء في أعقاب اكتشاف المفاعل النووي الإيراني في منطقة قم، المبني في عمق الأرض. وتستطيع هذه القنبلة اختراق الأرض في عمق يزيد على 60 مترا، قبل أن تنفجر. وهي بطول 6.9 متر وزنتها 15 طنا، منها 2.65 طن من المتفجرات. وكان مقررا الانتهاء من إنتاجها في خريف سنة 2010.