اجتماع جنيف: اتفاق مبدئي على نقل اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب

استراحة غداء بين جليلي وبيرنز تدشن أول محادثات نووية مباشرة بين طهران وواشنطن * أوباما: طهران استمعت لرسالة واضحة ومستعدون لزيادة الضغط * واشنطن تتحدث عن يوم بناء في جنيف مع إيران

منوشهر متقي وزير خارجية ايران يتحدث في مؤتمر صحافي في نيويورك امس ( ا.ب)
TT

قال الرئيس الاميركي باراك اوباما إن ايران استمعت إلى رسالة واضحة وموحدة من المجتمع الدولي في محادثات جنيف التي وصفها بأنها «بناءة» الا انه يطالب بافعال، ودعا طهران الى اتخاذ خطوات تثبت ان برنامجها النووي سلمي. واكد ضرورة ان تتيح ايران دخولا بلا قيود لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى الموقع النووي الثاني خلال اسبوعين. وقال ان واشنطن مستعدة لزيادة الضغط على ايران اذا اقتضت الضرورة مشددا على ان صبر اميركا له حدود وانها تجري محادثات ليس لمجرد المحادثات. كما اعتبرت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أن يوم أمس الذي شهد لقاء بين القوى الست الكبرى وإيران كان «يوما بناء»، مضيفة في المقابل أنها رغم ذلك لا تزال تنتظر «أفعالا ملموسة».

وكان وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي تحدث في وقت سابق عن أجواء «بناءة» سادت المحادثات في جنيف، والتي يتوقع أن تستأنف مجددا نهاية الشهر الحالي. أما كبير المفاوضين الإيرانيين سعيد جليلي فأشاد بما اعتبره محادثات «جيدة» حول الملف النووي.

ومن جانبه هدد البيت الأبيض على لسان المتحدث باسمه روبرت غيبس بفرض عقوبات جديدة إذا حاولت طهران استخدام عملية المحادثات التي انطلقت في جنيف لكسب الوقت ودفع برنامجها النووي إلى الأمام. وفي تطور لاحق قالت المتحدثة باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المدير العام محمد البرادعي سيقوم بزيارة لإيران قريبا بدعوة من السلطات الإيرانية، بينما قال المندوب الفرنسي إلى اجتماع جنيف جاك أوديبير إن مفتشي الوكالة سيزورون المنشأة النووية التي كشف عنها مؤخرا في قم خلال أسبوعين. وقال خافيير سولانا مفوض السياسات الخارجية للاتحاد الأوروبي إنه تم التوصل إلى «اتفاق مبدئي يقضي بنقل اليورانيوم الضعيف التخصيب من إيران إلى دول أخرى لزيادة تخصيبه». وقال مسؤول أميركي كبير إن أغلب اليورانيوم الإيراني منخفض التخصيب سيرسل إلى روسيا للتخصيب بموجب اتفاق.

وشهدت جنيف أمس أول مباحثات نووية مباشرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران منذ أكثر من 30 عاما، عندما بحث المديرون السياسيون في مجموعة 5 زائد 1 مع مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي في جنيف أمس «التمهيد لإطلاق المفاوضات» بين الطرفين بعد تجميد لأكثر من عام، كما اتفقوا على الاجتماع مجددا نهاية أكتوبر (تشرين الأول) لمواصلة محادثات جنيف التي وصفت بأنها كانت «ودية ودارت في الأساس حول الملف النووي» لإيران. واستمرت المفاوضات أغلب يوم أمس ودارت على فترتين، مما دعا مصدرا أوروبيا لوصفها لـ«الشرق الأوسط» بأنها «علامة مشجعة»، عززها أرفع لقاء مباشر بين مسؤول إيراني ومسؤول أميركي حول الملف النووي منذ 30 عاما، إذ التقى رئيس الوفد الأميركي ومساعد وزيرة الخارجية الأميركية دانيال بيرنز مع مسؤول الملف النووي الإيراني سعيد جليلي وجها لوجه في استراحة الغداء في الفيلا التاريخية التي استضافت المباحثات، والتي يعود تاريخها إلى القرن الثامن العشر وتقع في قرية في ضواحي جنيف. وبينما يعد اللقاء المباشر بين بيرنز وجليلي خطوة إيجابية، فإن محادثات أمس يمكن وصفها بأنها «الخطوة الأولى» فقط في سلسلة محادثات يتوقع أن تجرى بين إيران ودول 5 +1 حتى منتصف ديسمبر المقبل، وذلك وفقا لما أوضحه مصدر أوروبي لـ«الشرق الأوسط»، مشيرا إلى أن الجاري الآن هو «بناء عملية تفاوضية تعالج مخاوف الطرفين وترضي تطلعاتهما».